صفحة رقم ٨٥
أمر الله فيهم
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( ما بين النفختين أربعون قالوا أربعون يوماً، قال أبو هريرة : أبيت، قالوا : أربعون شهراً، قال أبو هريرة : أبيت، قالوا : أربعون سنة قال : أبيت، ثم ينزل الله عز وجل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شيء لا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) )
الزمر :( ٦٩ - ٧٣ ) وأشرقت الأرض بنور...
" وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " ( ) وأشرقت الأرض بنور ربها ( وذلك حين يتجلى الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء بين خلقه فما يضارون في نوره كما لا يضارون في الشمس في اليوم الصحو وقيل بعدل ربها وأراد بالأرض عرصات القيامة ) ووضع الكتاب ( أي كتاب الأعمال وقيل اللوح المحفوظ لأن فيه أعمال جميع الخلق من المبدأ إلى المنتهى ) وجيء بالنبيين ( يعني ليكونوا شهداء على أممهم ) والشهداء ( قال ابن عباس يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة وهم أمة محمد ( ﷺ ) وقيل يعني الحفظة ) وقضي بينهم الحق ( أي بالعدل ) وهم لا يظلمون ( أي لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم ) ووفيت كل نفس ما عملت ( أي ثواب ما عملت ) وهو أعلم بما يفعلون ( يعني أنه سبحانه وتعالى عالم بأفعالهم لا يحتاج إلى كاتب ولا إلى شاهد.
قوله تعالى :( وسيق الذين كفروا إلى جهنم ( يعني سوقاً عنيفاً ) زمراً ( أفواجاً بعضهم على أثر بعض كل أمة على حدة وقيل جماعات متفرقة واحدتها زمرة ) حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ( يعني السبعة وكانت قبل ذلك مغلقة ) وقال لهم خزنتها ( يعني توبيخاً وتقريعاً ) ألم يأتكم رسل منكم ( أي من أنفسكم ومن جنسكم ) يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب ( أي وجبت ) على الكافرين ( وهي قوله ) لأملأن جهنم من الجنة أجمعين ( ) قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ( قوله عز وجل :( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً ( فإن قلت عبر عن الفريقين بلفظ السوق فما الفرق بينهما.
قلت المراد بسوق أهل النار طردهم إلى العذاب بالهوان والعنف كما يفعل بالأسير إذا سيق إلى الحبس أو القتل، والمراد بسوق أهل الجنة سوق مراكبهم لأنهم يذهبون إليها راكبين أو المراد بذلك السوق إسراعهم إلى دار الكرامة والرضوان فشتان ما بين السوقين ) حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ( فإن قلت قال في أهل النار فتحت بغير واو وهنا زاد حرف الواو فما الفرق.
قلت فيه وجوه أحدها أنها زائدة الثاني إنها واو الحال مجازه وقد فتحت أبوابها فأدخل الواو لبيان أنها كانت مفتحة قبل مجيئهم إليها