صفحة رقم ٩٤
عنقه وخنقه خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله ( ﷺ ) وقال ) أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم (.
قوله عز وجل :( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض ( يعني غالبين في الأرض أي أرض مصر ) فمن ينصرنا ( يعني يمنعنا ) من بأس الله إن جاءنا ( والمعنى لكم الملك فلا تتعرضوا لعذاب الله بالتكذيب وقتل النبي فإنه لا مانع من عذاب الله تعالى إن حل بكم ) قال فرعون ما أريكم ( أي من الرأي والنصيحة ) إلا ما أرى ( يعني لنفسي ) وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ( أي ما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى ثم حكى الله تعالى أن مؤمن آل فرعون رد على فرعون هذا الكلام وخوفه أن يحل به ما حل بالأمم قبله
غافر :( ٣٠ - ٣٤ ) وقال الذي آمن...
" وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب " ( ) وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ( يعني مثل عادتهم في الإقامة على التكذيب حتى أتاهم العذاب ) وما الله يريد ظلماً للعباد ( يعني لا يهلكهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم ) ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ( يعني يوم القيامة سمي يوم القيامة يوم التناد لأنه يدعى فيه كل أناس بإمامهم وينادي بعضهم بعضاً فينادي أصحاب الجنة أصحاب النار وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة وينادى فيه بالسعادة والشقاوة ألا إن فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً وفلان ابن فلان شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبداً وينادي حين يذبح الموت يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت وقيل ينادي المؤمن هاؤم اقرؤوا كتابيه وينادي الكافر يا ليتني لم أوت كتابيه وقيل يوم التناد يعني يوم التنافر من ند البعير إذا نفر وهرب وذلك أنهم إذا سمعوا زفير النار ندوا هرباً فلا يأتون قطراً من الأقطار إلا وجدوا الملائكة صفوفاً عليه فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ) يوم تولون مدبرين ( يعني منصرفين عن موقف الحساب إلى النار ) ما لكم من الله من عاصم ( يعني يعصمكم من عذابه ) ومن يضلل الله فما له من هاد ( يعني يهديه ) ولقد جاءكم يوسف ( يعني يوسف بن يعقوب ) من قبل ( يعني من قبل موسى ) بالبينات ( يعني قوله ) أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ( " قيل مكث فيهم يوسف