صفحة رقم ١٠٦
أعوذ بك من الفتنة فإنه ليس أحد منكم يرجع إلى أهل ومال وولد إلا يشتمل على فتنة ولكن ليقل اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن.
عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال ( كان رسول الله ( ﷺ ) يخطبنا فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله ( ﷺ ) عن المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
وقوله تعالى :( فاتقوا الله ما استطعتم ( أي ما أطقتم وهذه الآية ناسخة لقوله ) اتقوا الله حق تقاته ( ) واسمعوا وأطيعوا ( أي لله ولرسوله فيما يأمركم به وينهاكم عنه ) وأنفقوا ( أي من أموالكم حق الله الذي أمركم به ) خيراً لأنفسكم ( أي ما أنفقتم في طاعة الله ) ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( تقدم تفسيره.
التغابن :( ١٧ - ١٨ ) إن تقرضوا الله...
" إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم " ( ) إن تقرضوا الله قرضاً حسناً ( القرض الحسن هو التصدق من الحلال مع طيبة نفس يعني إن تقرضوا أي تنفقوا في طاعة الله متقربين إليه بالإنفاق ) يضاعفه لكم ( أي يجزكم بالضعف إلى سبعمائة إلى ما يشاء من الزيادة ) ويغفر لكم والله شكور ( يعني يحب المتقربين إليه ) حليم ( أي لا يعاجل بالعقوبة مع كثرة ذنوبهم ) عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم ( والله أعلم.
سورة الطلاق
( تفسير سورة الطلاق مدنية ) ( وهي اثنتا عشرة آية ومائتان وتسع وأربعون كلمة وألف وستون حرفاً ).
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الطلاق :( ١ ) يا أيها النبي...
" يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " ( قوله عز وجل :( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ( نادى النبي ( ﷺ ) ثم خاطب أمته لأنه المقدم عليهم فإذا خوطب خطاب الجمع كانت أمته داخلة في ذلك الخطاب وقيل معناه يا أيها النبي قل لأمتك فأضمر القول إذا طلقتم النساء أي إذا أردتم تطليقهن ) فطلقوهن لعدتهن ( أي لزمان عدتهن وهو الطهر لأنها تعتد بذلك الطهر من عدتها وتحصل في العدة عقيب الطلاق فلا يطول عليها زمان العدة وكان ابن عباس وابن عمر يقرآن فطلقوهن في قبل عدتهن وهذا في المدخول بها لأن غير المدخول بها لا عدة عليها نزلت هذه الآية في عبد الله بن عمر كان قد طلق امرأته في حال الحيض
( ق ) عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أنه طلق امرأته


الصفحة التالية
Icon