صفحة رقم ١٤٥
قرون ما بين أخمص أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام ومن كعبه إلى ركبته مسيرة خمسمائة عام ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام ' وعن عبد الله بن عمر قال ' الذين يحملون العرش ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينيه خمسمائة عام ' عن شهر بن حوشب قال حملة العرش ثمانية فأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك ' وروى عن ابن عباس في قوله يومئذ ثمانية قال ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله عز وجل )
الحاقة :( ١٨ - ٢٤ ) يومئذ تعرضون لا...
" يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية " ( ) يومئذ تعرضون ( أي على الله تعالى للحساب ) لا تخفى منكم خافية ( أي فعلة خافية.
والمعنى أنه تعالى عالم بأحوالكم لا يخفى عليه شيء منها وأن عرضكم يوم القيامة عليه ففيه المبالغة والتهديد، وقيل معناه لا يخفى منكم يوم القيامة ما كان مخفياً في الدنيا فإنه يظهر أحوال الخلائق فالمحسنون يسرون بإحسانهم والمسيئون يحزنون بإساءتهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ) أخرجه الترمذي وقال ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى عن النبي ( ﷺ ).
قوله تعالى :( فأما من أوتي ( أي أعطي ) كتابه بيمينه فيقول هاؤم ( أي تعالوا ) اقرؤوا كتابيه ( والمعنى له لما بلغ الغاية في السرور وعلم أنه من الناجين بإعطاء كتابه بيمينه أحب أن يظهر ذلك لغيره حتى يفرحوا له، وقيل يقول ذلك لأهله وأقربائه ) إني ظننت ( أي عملت وأيقنت وإنما أجرى الظن مجرى العلم لأن الظن في الغالب يقوم مقام العلم في العادات والأحكام ) أني ملاق حسابيه ( أي في الآخرة والمعنى أني كنت في الدنيا أستيقن أني أحاسب في الآخرة ) فهو في عيشة راضية ( أي في حالة من لعيش مرضية وذلك بأنه لقي الثواب وأمن من العقاب ) في جنة عالية ( رفيعة ) قطوفها دانية ( أي ثمارها قريبة لمن يتناولها ينالها قائماً وقاعداً ومضطجعاً يقطفونها كيف شاؤوا ) كلوا ( أي يقال لهم كلوا ) واشربوا هنيئاً بما أسلفتم ( أي بما قدمتم لآخرتكم من الأعمال الصالحة ) في الأيام الخالية ( أي الماضية يريد أيام الدنيا.
الحاقة :( ٢٥ - ٣٤ ) وأما من أوتي...
" وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين " ( ) وأما من أوتي كتابه بشماله (، قيل تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه بها.
وقيل تنزع يده اليسرى من صدره إلى خلف ظهره ثم يعطى كتابه بها ) فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ( وذلك لما نظر في كتابه ورأى قبائح أعماله مثبتة عليه تمنى أنه لم يؤت كتابه لما حصل له من الخجل والافتضاح ) ولم أدر ما حسابيه ( أي لم أدر أي شيء حسابي لأنه لا طائل ولا حاصل له وإنما كله عليه لا له ) يا ليتها كانت القاضية ( تمنى أنه لم يبيعث للحساب والمعنى يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاضية عن كل ما بعدها والقاطعة للحياة أي ما أحيا بعدها قال قتادة تمنى الموت ولم يكن شيء عنده أكره منه إليه أي من الموت في الدنيا لأنه رأى تلك الحالة أشنع وأمر مما ذاقه من الموت ) ما أغنى عني ماليه ( أي لم يدفع عني يساري ومالي من العذاب شيئاً ) هلك عني سلطانيه ( أي ضلت عني حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا وقيل