صفحة رقم ١٤٦
ضلت عنه حجته حين شهدت عليه الجوارح بالشرك وقيل معناه زال عني ملكي وقوتى وتسلطي على الناس وبقيت ذليلاً حقيراً فقيراً ) خذوه ( أي يقول الله تعالى لخزنة جهنم خذوه ) فغلوه ( أي أجمعوا يديه إلى عنقه ) ثم الجحيم صلوه ( أي أدخلوه معظم النار لأنه كان يتعاظم في الدنيا ) ثم في سلسلة ( وهي حلق منتظمة كل حلقة منها في حلقة ) ذرعها ( أي مقدارها والذرع التقدير بالذراع من اليد أو غيرها ) سبعون ذراعاً ( قال ابن عباس بذرع الملك.
وقال نوفر البكالي سبعون ذراعاً كل ذراع سبعون باعاً كل باع أبعد مما بينك وبين مكة وكان في رحبة الكوفة.
وقال سفيان كل ذراع سبعون ذراعاً، وقال الحسن الله أعلم أي ذراع هو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( لو أن رضاضة مثل هذه وأشار إلى مثل الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت في رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاً الليل والنهار قبل أن تبلغ قعرها أو أصلها ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن.
الرضاض : الحصباء الصغار، وقوله مثل هذه وأشار إلى مثل الجمجمة.
الجمجمة قدح من خشب وجمعه جماجم والجمجمة الرأس وهو أشرف الأعضاء وقال وهب لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها وقوله تعالى :( فاسلكوه ( أي أدخلوه فيها قال ابن عباس تدخل في دبره وتخرج من منخره.
وقيل تدخل في فيه وتخرج من دبره ) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ( أي لا يصدق بوحدانية الله وعظمته، ) ولا يحض على طعام المسكين ( أي ولا يحث نفسه على إطعام المسكين ولا يأمر أهله بذلك وفيه دليل على تعظيم الجرم في حرمان المساكين لأن الله تعالى عطفه على الكفر وجعله قرينه.
قال الحسن في هذه الآية أدركت أقواماً يعزمون على أهليهم أن لا يردوا سائلاً وعن بعضهم أنه كان يأمر أهله بكثير المرقة لأجل المساكين ويقول خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع النصف الثاني بالإطعام.
الحاقة :( ٣٥ - ٤٥ ) فليس له اليوم...
" فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين " ( ) فليس له اليوم هاهنا حميم ( أي ليس له في الآخرة قريب ينفعه أو يشفع له ) ولا طعام إلا من غسلين ( يعني صديد أهل النار مأخوذ من الغسل كأنه غسالة جروحهم وقروحهم وقيل هو شجر يأكله أهل النار ) لا يأكله إلا الخاطئون ( أي الكافرون.
قوله عز وجل :( فلا أقسم ( قيل إن لا صلة والمعنى أقسم.
وقيل لا رد لكلام المشركين كأنه قال ليس الأمر كما يقول المشركون ثم قال تعالى أقسم وقيل لا هنا نافية للقسم على معنى أنه لا يحتاج إليه لوضوح الحق فيه كأنه قال لا أقسم على أن القرآن قول رسول كريم فكأنه لوضوحه استغنى عن القسم.
وقوله ) بما تبصرون وما لا تبصرون ( يعني بما ترون وتشاهدون وبما لا ترون وما لا تشاهدون أقسم بالأشياء كلها فيدخل فيه جميع المكونات والموجودات، وقيل أقسم بالدنيا والآخرة.
وقيل بما تبصرون يعني على ظهر الأرض وما لا تبصرون أي ما في بطنها.
وقيل بما تبصرون يعني الأجسام وما