صفحة رقم ١٥٩
أي جلال ربنا وعظمته، ومنه قول أنس ( كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا ) أي عم قدره وقيل الجد الغنى.
الجن :( ٥ - ٩ ) وأنا ظننا أن...
" وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا " ( ) وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً ( أي كنا نظن أن الإنس والجن صادقون في قولهم إن لله صاحبة وولداً وأنهم لا يكذبون على الله في ذلك فلما سمعنا القرآن علمنا أنهم قد كذبوا على الله.
قوله تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ( وذلك أن الرجل من العرب في الجاهلية كان إذا سافر فأمسى في أرض قفر قال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح.
روى البغوي بإسناد الثعلبي عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله ( ﷺ ) بمكة فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملاً من الغنم فوثب الراعي فقال : يا عامر الوادي جارك فنادى مناد لا نراه يا سرحان أرسله فأتى الحمل يشتد حتى دخل الغنم ولم تصبه كدمته فأنزل الله على رسوله ( ﷺ ) بمكة وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن، ) فزادوهم رهقاً ( وذكره ابن الجوزي في تفسيره بغير سند ومعنى الآية زاد الإنس الجن باستعاذتهم بقادتهم رهقاً، قال ابن عباس إثماً.
وقيل طغياناً وقيل غياً وقيل شراً وقيل عظمة وذلك أنهم كانوا يزدادون بهذا التعوذ طغياناً وعظمة ويقولون يعني عظماء الجن سدنا الجن والإنس.
والرهق في كلام العرب الإثم وغشيان المحارم ) وأنهم ظنوا ( يعني الجن ) كما ظننتم ( أي يا معشر الكفار من الإنس ) أن لن يبعث الله أحداً ( يعني يقول الجن وأنا ) لمسنا السماء ( أي طلبنا بلوغ السماء الدنيا واستماع كلام أهلها ) فوجدناها ملئت حرساً ( يعني من الملائكة ) شديداً وشهباً ( أي من النجوم ) وأنا كنا نقعد منها ( أي من السماء ) مقاعد للسمع ( يعني كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب والآن قد ملئت المقاعد كلها ) فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً (


الصفحة التالية
Icon