صفحة رقم ١٨٨
العذاب.
وأحق وأولى به.
يقال ذلك لمن يصيبه مكروه يستوجبه قال قتادة : ذكر لنا ( أن النبي ( ﷺ ) لما نزلت هذه الآية أخذ بمجامع ثوب أبي جهل بالبطحاء وقال له أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) فقال أبو جهل أتوعدوني يا محمد والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً وإني لأعز من مشى بين جبليها فلما كان يوم بدر صرعه وقتله أشد قتلة.
وكان نبي الله يقول ( ﷺ ) ( إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل ) ) أيحسب الإنسان أن يترك سدى ( أي هملاً لا يؤمر ولا ينهى ولا يكلف في الدنيا ولا يحاسب في الآخرة ) ألم يك نطفة ( أي ماء قليلاً ) من مني يمنى ( أي يصيب في الرحم، والمعنى كيف يليق بمن خلق من شيء قذر مستقذر أن يتكبر ويتمرد عن الطاعة.
) ثم كان علقة ( أي صار الإنسان علقة بعد النطفة ) فخلق فسوى ( أي فقدر خلقه وسواه وعدله وقيل نفخ فيه الروح وكمل أعضاءه ) فجعل منه ( أي من الإنسان ) الزوجين ( أي الصنفين ثم فسرهما فقال ) الذكر والأنثى ( أي خلق من مائة أولاداً ذكوراً وإناثاً ) أليس ذلك ( أي الذي فعل وأنشأ الأشياء أول مرة ) بقادر على أن يحيي الموتى ( أي بقادر على إعادته بعد الموت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( من قرأ منكم ) والتين والزيتون (، فانتهى إلى آخرها ) أليس الله بأحكم الحاكمين ( فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
ومن قرأ ) لا أقسم بيوم القيامة ( فانتهى إلى ) أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى (، فليقل بلى ومن قرأ ) والمرسلات فبلغ، فبأي حديث بعده يؤمنون ( فليقل آمنا بالله ) أخرجه أبو داود وله عن موسى بن أبي عائشة قال ( كان رجل يصلي فوق بيته، فكان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال سبحانك بلى فسألوه عن ذلك فقال سمعته من رسول الله ( ﷺ ) ) والله سبحانه وتعالى أعلم.
سورة الإنسان
تفسير سورة هل أتى وتسمى سورة الإنسان أيضا وهي مدنية كذا قال مجاهد وقتادة والجمهور وقي مكية يحكى ذلك عن ابن عباس وعطاء بن


الصفحة التالية
Icon