صفحة رقم ٢١٩
من يأخذ لنفسه زائداً ويدفع إلى غيره ناقصاً، ويتناول الوعيد القليل والكثير لكن إذا لم يتب منه فإن تاب منه ورد الحقوق إلى أهلها قبلت توبته ومن فعل ذلك، وأصر عليه كان مصراً على كبيرة من الكبائر، وذلك لأن عامة الخلق محتاجون إلى المعاملات وهي مبنية على أمر الكيل والوزن والذرع، فلهذا السبب عظم الله أمر الكيل والوزن، قال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول له اتق الله أوف الكيل والوزن، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى يلجمهم العرق، وقال قتادة : أوف يا ابن آدم كما تحب أن يوفى لك، واعدل كما تحب أن يعدل لك، قال الفضيل : بخس الميزان سواد يوم القيامة.
) ألا يظن ( أي ألا يعلم ويستيقن ) أولئك ( أي الذين يفعلون هذا الفعل، وهم المطففون ) أنهم مبعوثون ليوم عظيم ( يعني يوم القيامة ) يوم يقوم النّاس ( يعني من قبورهم ) لرب العالمين ( أي لأمره وجزائه وحسابه
( ق ) عن نافع ( أن ابن عمر تلا ) ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم النّاس لرب العالمين (، قال يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه )، وروي مرفوعاً عن المقداد قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( تدنو الشّمس من رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى تكون منهم كمقدار ميل ) زاد التّرمذي أو ميلين ( قال سليم بن عامر والله ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض، أو الميل ما تكتحل به العين قال فيكون النّاس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، وأشار رسول الله ( ﷺ ) بيديه إلى فيه ) قوله عز وجل :( كلا ( قيل إنه ردع وتنبيه أي ليس الأمر على ما هم عليه من بخس الكيل والميزان، فليرتدعوا عنه فعلى هذا تم الكلام هنا، وقيل كلا ابتداء يتصل بما بعده على معنى حقاً ) إن كتاب الفجار ( أي الذي كتبت فيه أعمالهم ) لفي سجين ( قال ابن عمر هي الأرض السابعة السفلى، وفيها أرواح الكفار وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن البراء قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( سجين أسفل سبع أرضين وعليون في السماء السابعة تحت العرش )


الصفحة التالية
Icon