صفحة رقم ٢٨
وبين درجاتهم فقال تعالى :( فأما إن كان من المقربين ( يعني السابقين.
) فروح ( أي فله روح وهو الراحة وقيل فله فرح وقيل رحمة ) وريحان ( أي وله استراحة وقيل رزق وقيل هو الريحان الذي يشم قال أبو العالية لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه فتقبض روحه ) وجنة نعيم ( أي وله جنة النعيم يفضي إليها في الآخرة قال أبو بكر الوراق الروح النجاة من النار والريحان رضوان دار القرار ) وأما إن كان ( يعني المتوفى ) من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين ( أي فسلامة لك يا محمد منهم والمعنى فلا تهتم لهم فإنهم سلموا من عذاب الله أو إنك ترى فيهم ما تحب من السلامة وقيل هو أن الله يتجاوز عن سيئاتهم ويقبل حسناتهم وقيل معناه مسلم لك أنهم من أصحاب اليمين أو يقال لصاحب اليمين مسلم لك أنك من أصحاب اليمين وقيل فسلام عليك من أصحاب اليمين، ) وأما إن كان من المكذبين ( أي بالبعث ) الضالين ( أي عن الهدى وهم أصحاب الشمال.
الواقعة :( ٩٣ - ٩٦ ) فنزل من حميم
" فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم " ( ) فنزل من حميم ( أي الذي يعد لهم حميم جهنم ) وتصلية جحيم ( أي وإدخال نار عظيمة ) إن هذا ( يعني ما ذكر من قصة المحتضرين ) لهو حق اليقين ( أي لا شك فيه وقيل إن هذا الذي قصصناه عليك في هذه السورة من الأقاصيص وما أعد الله لأوليائه من النعم وما أعد لأعدائه من العذاب الأليم وما ذكر مما يدل على وحدانيته يقين لا شك فيه، ) فسبح باسم ربك العظيم ( أي فنزه ربك العظيم عن كل سوء وقيل معناه فصل بذكر ربك العظيم وبأمره.
عن عقبة بن عامر الجهني قال ( لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال رسول الله ( ﷺ ) اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال