صفحة رقم ٣٠٥
أخص به أحداً غيرك، فاعبد ربك الذي أعطاك هذا العطاء الجزيل، والخير الكثير، وأعزك، وشرفك على كافة الخلق، ورفع منزلتك فوقهم فصل له واشكره على إنعامه عليك، وانحر البدن متقرباً إليه ) إن شانئك ( يعني عدوك ومبغضك ) هو الأبتر ( يعني هو الأذل المنقطع دابره نزلت في العاص بن وائل السهمي وذلك أنه رأى النبي ( ﷺ ) خارجاً من المسجد وهو داخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد فلما دخل العاص قالوا له من الذي كنت تتحدث معه فقال ذلك الأبتر يعني به النبي ( ﷺ ) وكان قد توفي ابن لرسول الله ( ﷺ ) من خديجة، وقيل إن العاص بن وائل كان إذا ذكر رسول الله ( ﷺ ) قال دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل الله تعالى هذه السّورة وقال ابن عباس : نزلت في كعب بن الأشرف، وجماعة من قريش، وذلك أنه لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش نحن أهل السقاية والسدانة وأنت سيد أهل المدينة فنحن خير أم هذا الصّنبور المنبتر من قومه، فقال أنتم فنزلت فيه ) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ( ونزلت في الذين قالوا أنه أبتر ) أنه شانئك هو الأبتر ( أي المنقطع من كل خير قولهم في النبي ( ﷺ ) هذا الصنبور أرادوا أنه فرد ليس له ولد فإذا مات انقطع ذكره شبهوه بالنخلة المفردة يدق أسفلها وتسمى الصنبور وقيل هي النخلة التي تخرج في أًل أخرى تغرس وقيل الصنابر سعفات تنبت من جذع النخلة تضر بها وداؤاوها أن تنقطع تلك الصنابر منها فأراد كفار مكة أن محمدا ( ﷺ ) بمنزلة الصنابر تنبت في جذع النخلة فإذا انقلع استراحات النخلة فكذا محمد إذا مات انقطع ذكره وقيل الصنبور الوحيد الضعيف الذي لا ولد له ولا عشيرة ولا ناصر من قريب ولا غريب فأكذبهم الله تعالى في ذلك ورود عليهم أشنع رد فقال إن شانئك يا محمد هو الأبتر الضعيف الوحيد الحقير وأنت الأعز الأشرف الأعظم.
والله أعلم بمراده.
سورة الكافرون
تفسير سورة قل يا أيها الكافرون مكية وهي ست آيات وست وعشرون كلمة وأربعة وتسعون حرفا.
عن أنس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ' من قرأ إذا زلزلت عدلت له نصف القرآ، ومن قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له ربع القرآ، ومن قرأقل هو الله أحد عدلت له ثلث القرآ، ' أخرجه الترمذي وقا لحديث غريب وله عن ابن عباس نحوه وقال فيع غريب ووجه كون هذه السورة تعدل ربع القرآن أن القرآن مشتمل على الأمر والنهي وكل واحد منهما ينقسم إلى ما يتعلق بعمل القلوب وإلى ما يتعلق بعمل الجوارح فحصل عن ذلك أ ) بعة أقسام وهذه السورة مشتملة على النهي عن عبادة غير الله تعالى وهي من الإعتقاد وذلك من أفعال القلوب فكانت هذه السورة ربع القرآ، على هذا التقسيم، والله سبحانه وتعالى أعلم.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قوله عز وجل )
الكافرون :( ١ - ٦ ) قل يا أيها...
" قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين " ( قوله عزّ وجلّ :( قل يا أيها الكافرون ( إلى آخر السّورة نزلت في رهط من قريش