صفحة رقم ٤٨
قالت والذي بعثك بالحق ما جئتك إلا رحمة له إن له في منافع وذكرت نحوه ' العرق بفتح العين والراء المهملتين زنبيل يسع ثلاثين صاعا وقيل خمسة عشرة صاعا وقولها إن به لمما اللمم طرف من الجنون وقال الخطابي ليس المراد من اللمم هنا الجنون والخبل إذا لو كان به ذلك ثم ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيئا بل معنى اللمم ها هنا الالمام بالنساء وشدة الحرص والشبق والله أعلم.
المجادلة :( ٥ - ٨ ) إن الذين يحادون...
" إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير " ( قوله عز وجل :( إن الذين يحادون الله ورسوله ( أي يعادون الله ورسوله ويشاقون ويخالفون أمرهما، ) كبتوا ( أي ذلوا وأخزوا وأهلكوا ) كما كبت الذين من قبلهم ( أي كما أخزي من كان قبلهم من أهل الشرك، ) وقد أنزلنا آيات بينات ( يعني فرائض وأحكاماً.
) وللكافرين ( أي الذين لم يعملوا بها وجحدوها ) عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ( أي حفظ الله أعمالهم ) ونسوه ( أي نسوا ما كانوا يعملون في الدنيا، ) والله على كل شيء شهيد ( قوله تعالى :( ألم تر ( أي ألم تعلم ) أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ( يعني أنه سبحانه وتعالى عالم بجميع المعلومات لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماوات ثم أكد ذلك بقوله تعالى :( ما يكون من نجوى ثلاثة ( أي من أسرار ثلاثة وهي المسارة والمشاورة والمعني ما من شيء يناجي به الرجل صاحبه وقيل ما يكون من متناجين ثلاثة يسارر بعضهم بعضاً ) إلا هو رابعهم ( أي بالعلم يعني يعلم نجواهم كأنه حاضر معهم ومشاهدهم كما تكون نجواهم معلومة عند الرابع الذي يكون معهم ) ولا خمسة إلا هو سادسهم ( فإن قلت لما خص الثلاثة والخمسة.
قلت : أقل ما يكفي في المشاورة ثلاثة حتى يتم الغرض فيكون اثنان كالمتنازعين في النفي والإثبات والثالث كالمتوسط الحاكم بينهما فحينئذ تحمد تلك المشاورة ويتم ذلك الغرض وهكذا كل جمع يجتمع للمشاورة لا بد من واحد يكون حكماً بينهم مقبول القول وقيل إن العدد الفرد أشرف من الزوج فلهذا خص الله تعالى الثلاثة والخمسة ثم قال تعالى :( ولا أدنى من ذلك ولا أكثر ( يعني ولا أقل من ثلاثة وخمسة ولا أكثر من ذلك العدد ) إلا هو معهم أينما كانوا ( أي بالعلم والقدرة، ) ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ( قوله عز وجل :( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ( نزلت في اليهود والمنافقين وذلك أنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم ويوهمون المؤمنين أنهم يتناجون بما يسوءهم فيحزن المؤمنين لذلك ويقولون ما نراهم إلا قد بلغهم عن إخواننا الذين خرجوا في السرايا قتل أو هزيمة فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم فلما طال على المؤمنين وكثر شكوا إلى رسول الله ( ﷺ ) فأمرهم أن لا يتناجوا دون المؤمنين فلم ينتهوا فأنزل الله ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى أي المناجاة فيما بينهم، ) ثم يعودون لما نهوا عنه ( أي يرجعون إلى المناجاة التي نهوا عنها ) ويتناجون بالإثم والعدوان ( يعني ذلك السر الذي كان بينهم لأنه إما مكر وكيد بالمسلمين أي شيء يسوءهم وكلاهما إثم وعدوان، ) ومعصية الرسول ( وذلك أن رسول الله


الصفحة التالية
Icon