صفحة رقم ٥١
خيري الدنيا والآخرة " ٠ وإذا قيل انشزوا فانشزوا ( أي إذا قيل ارتفعوا عن مواضعكم حتى نوسعوا لإخوانكم فارتفعوا وقيل كان رجال يتثاقلون عن الصلاة في الجماعة إذا نودي لها فأنزل الله تعالى هذه الآية والمعنى إذا نودي إلى الصلاة فانهضوا إليها وقيل إذا قيل لكم انهضوا إلى الصلاة وإلى الجهاد وإلى كل خير فانهضوا إليه ولا تقصروا عنه ) يرفع الله الذين آمنوا منكم ( أي بطاعتهخم لله ولرسوله وامتثال أوامره في قيامهم من مجالسهم وتوسعتهم لإخوانهم ) والذين أوتوا العلم ( أي ويرفع الذين أوتوا العلم من المؤمنين بفضل علمهم وسابقتهم ) درجات ( أي على من سواهم في الجنة قيل يقال للمؤمن الذي ليس بعالم إذا انتهى إلى باب الجنة ادخل ويقال للعالم قف فاشفع في الناس أخبر الله عز وجل أن رسوله ( ﷺ ) مصيب فيما أمروا أن أولئك المؤمنتين مثابون فيما ائتمروا وأن الانفر من أهل بدر مستحقون لما عوملوا به من الإكرام ) والله بما تعملون خبير ( قال الحسن قرأ بن مسعود هذه الآية وقال يا أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبنكم في العلم فإن الله تعالى يقول يرفع المؤمن العلم فوق المؤمن الذي ليس بعالم درجات وقيل إن العلم يحصل له بعلمه من المنزلة والرفعة ما لا يحصل لغيره لأنه يقتدى بالعالم في أقواله وفي أفعاله كلها عن قيس بن كثير قال قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي قال حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله ( ﷺ ) قال أما جئت لحاجة غيره قال لا قال أما قدمت في تجارة قال لا قلا ما جئت إلى في طلب هذا الحديث قال نعم قال فأني سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ' ما سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العلم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإ العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما أورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر ' أخرجه الترمذي ولأبي داود نحوه
( ق ) عن معاوية بن أبي سفيان قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ' من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ' وعن ابن عباس مثله أخرجه الترمذي وروى البغوي بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص ' أن رسول الله ( ﷺ ) مر بمجلسين في مسجده أحد المجلسين يدعونه إلى الله ويرغبون إليه والآخر يتعلمون الفقه ويعلمونه فقال كلا المجلسين على خير، أحدهما أفضل من صاحبه.
أما هؤلاء فيدعون إلى الله ويرغبونه إليه وأما هؤلاء فيتعلمون الفقه ويعلمون الجاهل فهؤلاء أفضل وإنما بعثت معلما ثم