صفحة رقم ٦٠
رسول الله ( ﷺ ) قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) يريد بذلك نفسه قالوا نعم ثم أقبل عمر على العباس وعلي وقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) قالا نعم قال عمر إن الله خص رسول الله ( ﷺ ) بخاصة لم يخصص بها أحداً غيره فقال ) وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ( الآية قال فقسم رسول الله ( ﷺ ) بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثرها عليكم ولا أخذها دونكم فقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال وكان رسول الله ( ﷺ ) يأخذ منه نفقة سنة ثم ما بقي يجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله ( ﷺ ) حياته ثم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك ؟ قالوا نعم قال ثم نشد عباساً وعلياً بمثل ما نشد القوم أتعلمان ذلك ؟ قالا نعم قال فلما توفي رسول الله ( ﷺ ) قال أبو بكر أنا ولي رسول الله ( ﷺ ) فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل رسول الله ( ﷺ ) وأنتم حينئذ وأقبل على علي وعباس وقال تذاكران أن أبا بكر عمل فيه كما تقولان والله يعلم إنه لصادق راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله ( ﷺ ) وأبي بكر فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيهما بما عمل فيه رسول الله ( ﷺ ) وأبو بكر والله يعلم إني فيه لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فقلت لكما إن رسول الله ( ﷺ ) قال )
الحشر :( ٧ ) ما أفاء الله...
" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب " ( قوله تعالى :( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ( يعني من أموال كفار أهل القرى قال ابن عباس هي قريظة والنضير وفدك وخيبر وقرى عرينة ) فلله وللرسول ولذي القربى ( يعني بني هاشم وبني المطلب ) واليتامى والمساكين وابن السبيل ( قد تقدم تفسيره في سورة الأنفال في حكم الغنيمة وقسمتها وأما حكم الفيء فإنه لرسول الله ( ﷺ ) مدة حياته يضعه حيث يشاء فكان ينفق على أهله منه نفقة سنتهم ويجعل ما بقي مجعل مال الله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله.
واختلف العلماء في مصرف الفيء بعد رسول


الصفحة التالية
Icon