صفحة رقم ٦٢
وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " ( ) للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ( يعني ألجأهم كفار مكة إلى الخروج ) يبتغون فضلاً من الله ( أي رزقاً وقيل ثواباً من الله ) ورضواناً ( أي أخرجوا من ديارهم طلباً لرضا الله عز وجل :( وينصرون الله ورسوله ( أي بأنفسهم وأموالهم والمراد بنصر الله نصر دينه وإعلاء كلمته ) أولئك هم الصادقون ( أي في إيمانهم قال قتادة المهاجرون الذين تركوا الديار والأموال والعشائر وخرجوا حباً لله ولرسوله واختاروا الإسلام على ما كانوا فيه من شدة حتى ذكر لنا أن الرجل كان يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع وكان الرجل يتخذ الحفيرة في الشتاء ما له دثار غيرها ( م ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً ) وعن أبي سعيد قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( أبشروا صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك خمسمائة سنة ) أخرجه أبو داود.
الحشر :( ٩ ) والذين تبوؤوا الدار...
" والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " ( قوله عز وجل :( والذين تبوءو الدار والإيمان ( يعني الأنصار توطنوا الدار وهي المدينة واتخذوها سكناً ) من قبلهم ( يعني أنهم أسلموا في ديارهم وآثروا الإيمان وابتنوا المساجد قبل قدوم النبي ( ﷺ ) بسنتين والمعنى والذين تبوءوا الدار من قبل المهاجرين وقد آمنوا لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ ) يحبون من هاجر إليهم ( وذلك أنهم أنزلوا المهاجرين في منازلهم وأشركوهم في أموالهم ) ولا يجدون في صدورهم حاجة ( أي حزازة وغيظاً وحسداً ) مما أوتوا ( أي أعطي المهاجرين من الفيء دونهم وذلك أن رسول الله ( ﷺ ) قسم أموال بني النضير بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئاً إلا ثلاثة فطابت أنفس الأنصار بذلك ك ) ويؤثرون على أنفسهم ( أي ويؤثر الأنصار المهاجرين بأموالهم ومنازلهم على أنفسهم ) ولو كان بهم خصاصة ( أي فاقة وحاجة إلى ما يؤثرون به
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال ( جاء رجل إلى رسول الله


الصفحة التالية
Icon