صفحة رقم ٦٣
( ﷺ ) فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا الماء ثم أرسل به إلى أخرى فقالت مثل ذلك وقلن كلهن مثل ذلك فقال رسول الله ( ﷺ ) من يضيفه يرحمه الله فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة فقال أنا يا رسول الله ( ﷺ ) فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت لا إلا قوت صبياني قال فعلليهم بشيء ونوميهم فإذا دخل ضيفنا فأريه أنا نأكل فإذا هوى بيده ليأكل فقومي إلى السراج كي تصلحيه فأطفئيه ففعلت فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين فلما أصبح غدا على رسول الله ( ﷺ ) فقال رسول الله ( ﷺ ) لقد عجب الله أو ضحك الله من فلان وفلانة ) زاد في رواية ( فأنزل الله ) ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ( ).
( ق ) عن أبي هريرة قال ( قالت الأنصار للنبي ( ﷺ ) أقسم بيننا وبين إخواننا النخيل قال لا فقالوا تكفونا ونشرككم في الثمر قالوا سمعنا وأطعنا )
( خ ) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( دعا رسول الله ( ﷺ ) الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين فقالوا لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها فقال أما لا فاصبروا حتى تلقوني على الحوض فإنه سيصيبكم أثرة بعدي ) وفي رواية ( ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) الأثرة بفتح الهمزة والثاء والراء وضبطه بعضهم بضم الهمزة وإسكان الثاء والأول أشهر ومعناه الاستئثار وهو أن يستأثر عليكم بأمور الدنيا ويفضل غيركم عليكم ولا يجعل لكم في الأمر نصيب وقيل هو من آثر إذا أعطى أراد يستأثر عليكم بأمور الدنيا ويفضل غيركم عليكم ولا يجعل لكم في الأمر نصيب وقيل هو من آثر إذا أعطى أراد يستأثر عليكم غيركم فيفضل في نصيبه من الفيء والاستئثار الانفراد بالشيء وقيل الأثرة الشدة والأول أظهر وعن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) يوم النضير للأنصار إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وتشاركونهم في هذه الغنيمة وإن شئتم كانت لكم أموالكمم ودياركم ولم نقسم لكم شيئا من الغنيمة فقالت الأنصار بل تقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهخم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها فأنزل الله عز وجل ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ' والشح في كلام العرب البخل مع الحرص وقد فرق بعض العلماء بين البخل والشح فقال البخل نفس المنع والشح هو الحالة النفسانية التي تقتضي ذلك المنع.
ولما كان الشح من صفات النفس لا جرم قال الله تعالى ) ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( أي الفائزون بما أرادوا وروى أن رجلا قال لابن مسعود إني أخاف أن أكون قد هلكت قال وما ذاك إني أسمع الله يقول ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج من يدي شيء فقال عبد الله ليس ذلك بالشح الذي ذكر الله القرآن ولكن الشح أن تأكل مال