صفحة رقم ٦٤
أخيك ظلما ولكن البخل وبئس الشيء وقال ابن عمر ليس الشح أن يمنع الرجل ماله إنما الشح أن تطمع عين الرجل فيما ليس له وقيل الشح هو الحرص الشديد الذي يحمل صاحبه على ارتكاب المحارم وقيل من لم يأخذ شيئا نهاه الله عن أخذه ولم يمنع شيئا أمره الله بإعطائه فقد وقاه شح نفسه ( م ) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله ( ﷺ ) قال ' اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ' عن أب يهريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال ' شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع ' أخرجه أبو داود الهلع أشد من الجزع والمراد منه أ، الشحيح يجزع جزعا شديدا ويحزن على شيء يفوته أو يخرج من يده والخالع الذي خلع فؤاده لشدة خوفه وفزعه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ' لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ولا يجتمع الشح والإيمان يفي قلب عبد أبدا ' أخرجه النسائي.
الحشر :( ١٠ ) والذين جاؤوا من...
" والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " ( قوله تعالى :( والذين جاؤوا من بعدهم ( يعني من بعد المهاجرين والأنصار وهم التابعون لهم إلى يوم القيامة ) يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ( أخبر أنهم يدعون لأنفسهم بالمغفرة ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان ) ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ ( أي غشاً وحسداً وبغضاً ) للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ( فكل من كان في قلبه غل أو بغض لأحد من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) ولم يترحم على جميعهم فإنه ليس ممن عناه الله بهذه الآية لأن الله تعالى رتب المؤمنين على ثلاث منازل المهاجرين ثم من بعدهم التابعون الموصوفون بما ذكر فمن لم يكن من التابعين بهذه الصفة كان خارجاً من أقسام المؤمنين وليس له في المسلمين نصيب وقال ابن أبي ليلى الناس على ثلاثة منازل الفقراء المهاجرون والذين تبوءوا الدار والإيمان والذين جاؤوا من بعدهم فاجتهد أن لا تكون خارجاً من هذه