صفحة رقم ٦٥
الثلاث منازل
( ق ) عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) ( م ) عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة ( يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله ( ﷺ ) فسبوهم ) عن عبد الله بن مغفل قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فبغضبي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) أخرجه الترمذي وقال مالك بن أنس : من انتقص أحداً من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) أو كان في قلبه غل عليهم فليس له حق في فيء المسلمين ثم تلا هذه الآية ) ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ( " - إلى - ) والذين جاؤوا من بعدهم ( " - إلى - ) رؤوف رحيم ( " وقال مالك بن مغول قال الشعبي يا مالك تفاضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة سئلت اليهود من خير أهل ملتكم ؟ قالوا أصحاب موسى وسئلت النصارى من خير أهل ملتكم ؟ قال حواري عيسى وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم ؟ فقالوا أصحاب محمد رسول الله ( ﷺ ) أمروا أن يستغفروا لهم فسبوهم والسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة لا تقوم لهم راية ولا يثبت لهم قدم ولا تجمع لهم كلمة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وتفريق شملهم وإدحاض حجتهم أعاذنا الله وإياكم من الأهواء المضلة.
وروي عن جابر قال قيل لعائشة إن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله ( ﷺ ) حتى أبا بكر وعمر فقالت وما تعجبون من هذا انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر.
وروي أن ابن عباس سمع رجلاً ينال من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) فقال له : من أمن المهاجرين الأولين أنت ؟ قال لا قال أفمن الأنصار أنت ؟ قال لا قال فأنا أشهد بأنك لست من التابعين لهم بإحسان.
الحشر :( ١١ - ١٢ ) ألم تر إلى...
" ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون " ( ) ألم تر إلى الذين نافقوا ( يعني أظهروا خلاف ما أضمروا وهم عبد الله بن أبيّ ابن سلول وأصحابه ) يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب ( يعني اليهود من بني قريظة وبني النضير وإنما جعل المنافقين إخوانهم لأنهم كفار مثلهم ) لئن أخرجتم ( أي من المدينة ) لنخرجن معكم ( أي منها ) ولا نطيع فيكم أحداً أبداً ( يعني إن سألنا أحد خلافكم وخذلانكم فلا نطيعه فيكم ) وإن قوتلتم لننصرنكم ( أي لنعيننكم ولنقاتلن معكم ( ) والله يشهد إنهم ( يعني المنافقين ) لكاذبون ( أي فيما قالوا ووعدوا ثم أخبر الله عن حال المنافقين فقال تعالى :( لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ( وكان الأمر كذلك فإنهم أخرجوا ولم يخرج المنافقون معهم وقوتلوا فلم ينصروهم ) ولئن نصروهم ليولن الأدبار ( يعني لو قدروا نصرهم أو لو قصدوا نصر اليهود لولوا الأدبار منهزمين ) ثم


الصفحة التالية
Icon