صفحة رقم ٨٧
العجم وهو قول ابن عمر وسعيد بن جبير ورواية عن مجاهد يدل عليه ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( كنا جلوساً عند النبي ( ﷺ ) إذ نزلت سورة الجمعة فتلاها فلما بلغ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال له رجل يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا فلم يكلمه حتى ساله ثلاثاً قال وسلمان الفارسي فينا فوضع رسول الله ( ﷺ ) يده على سلمان وقال والذي نفسي بيده لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء ) أخرجاه في الصحيحين، وقيل هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي ( ﷺ ) إلى يوم القيامة ) لما يلحقوا بهم ( لم يدركوهم ولكنهم جاؤوا بعدهم وقيل لم يلحقوا بهم في الفضل والسابقة لأن التابعين لا يدركون شأو الصحابة ) وهو العزيز ( أي الغالب الذي قهر الجبابرة ) الحكيم ( أي الذي جعل كل مخلوق يشهد بوحدانيته.
الجمعة :( ٤ - ٨ ) ذلك فضل الله...
" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " ( ) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ( يعني الإسلام وقيل النبوة خص بها محمداً ( ﷺ ) ) والله ذو الفضل العظيم ( أي على خلقه حيث أرسل فيهم رسوله محمداً ( ﷺ ).
قوله تعالى :( مثل الذين حملوا التوراة ( يعني اليهود حيث كلفوا القيامة بها والعمل بما فيها وليس هو من الحمل على الظهر وإنما هو من الحمالة والحميل والكفيل ) ثم لم يحملوها ( أي لم يعملوا بما فيها ولم يؤدوا حقها، ) كمثل الحمار يحمل أسفاراً ( جمع سفر الكتب العظام من العلم سمى سفراً لأنه سفر عما فيه من المعنى وهذا مثل ضربه الله تعالى لليهود الذين أعرضوا عن العمل بالتوراة والإيمان بمحمد ( ﷺ ) شبهوا إذا لم ينتفعوا بما في التوراة الدال على الإيمان بمحمد ( ﷺ ) بالحمار الذي يحمل الكتب ولا يدري ما فيها ولا ينتفع بها كذلك اليهود الذين يقرؤون التوراة ولا ينتفعوا بها لأنهم خالفوا ما فيها وهذا المثل يلحق من لم يفهم معاني القرآن ولم يعمل بما فيه وأعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه ولهذا قال ميمون بن مهران يا أهل القرآن اتبعوا القرآن قبل أن يتبعكم ثم تلا هذه الآية ثم ذم هذا المثل والمراد منهم ذمهم فقال تعالى :( بئس مثل القوم ( يعني بئس مثلاً مثل القوم ) الذين كذبوا بآيات الله ( يعني محمداً ( ﷺ ) وما أتي من آيات القرآن وقيل المراد من الآيات آيات التوراة لأنهم كذبوا بها حين تركوا الإيمان بمحمد ( ﷺ ) ) والله لا يهدي القوم الظالمين ( أي لا يهدي من سبق في علمه أن يكون ظالماً وقيل يعني الذين ظلموا أنفسهم بتكذيب آيات الله وأنبيائه ) قل ( أي قل يا محمد ) يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس ( أي من دون محمد ( ﷺ ) وأصحابه ) فتمنوا الموت ( ادعوا على أنفسكم ) بالموت إن كنتم صادقين ( يعني فيما زعمتم أنكم أبناء الله وأحياؤه فإن الموت هو الذي يوصلكم إليه لأن الآخرة خير لأولياء الله