قال ابن عطاء : صبروا على ما أمروا به من الطاعات، وصبروا عما نهوا عنه من المعاصي فقال الله تعالى لهم على لسان السفراء الصادقين :( سلام عليكم بما صبرتم ). قال بعضهم :( سلام عليكم بما صبرتم ) معنا عما لنا. قوله عز وجل ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) < < الرعد :( ٢٥ ) والذين ينقضون عهد..... > > [ الآية : ٢٥ ]. قال القاسم : نقض العهد هو الخروج من العبودية والدخول في الربوبية. قال بعضهم : نقض العهد هو لزوم التدبير والاختيار وترك التفويض والتسليم بعد أن أخبرك أن ليس لك من الأمر شيء. قال أبو القاسم الحكيم : نقض العهد هو السكون إلى غير مسكون إليه والفرح إلى غير مفروح به. قوله عز وجل :( وفرحوا بالحياة الدنيا ) < < الرعد :( ٢٦ ) الله يبسط الرزق..... > > [ الآية : ٢٦ ]. قال الواسطي : الدنيا مدرة ولك منها غبرة فمن اسرته غبرة فهو أقل منها، ومن ملكه جناح بعوضة أو أقل فذلك قدره. وقال أيضاً : لا تدعوا الدنيا فتغرقكم في بحارها، وغرِّقوها في بحر التوحيد حتى تجدوا منها شيئاً. قال بعضهم : أخبر الله تعالى عن الدنيا أنها في الآخرة متاع، والآخرة أقل خطر في جنب الحقيقة من خطر الدنيا، في جنب الاخرة. قوله عز وجل :( قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب ) < < الرعد :( ٢٧ ) ويقول الذين كفروا..... > > [ الآية : ٢٧ ]. قال بعضهم : يُضل من قام بنفسه، واعتمد عليها عن سبيل رشده ويهدي إلى سبيل رشده، من رجع إليه في جميع أموره، وتبرأ من حوله وقوته. قال جعفر : يضل عن إدراكه ووجوده من قصره بنفسه، ويهدي أي يوصل إلى حقائقه من طلبه. قوله عز وجل :( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) < < الرعد :( ٢٨ ) الذين آمنوا وتطمئن..... > > [ الآية : ٢٨ ]. قيل في هذه الآية : القلوب على أربعة أنحاء : قلوب العامة، اطمأنت بذكر الله وتسبيحه وحمده والثناء عليه لرؤية النعمة والعافية، وقلوب الخاصة، اطمأنت بذكر الله

__________


الصفحة التالية
Icon