وقال الفضيل افضل الأعمال خلاف هوى النفس، قال الله تعالى :! ( ونهى النفس عن الهوى ) !. وقال الجريري : من أجأب الله في هذا الخطاب اقبل على المجاهدة والمكابدة وافنى عمره في مخالفة نفسه. قال الجنيد - رحمة الله عليه - : أرقت ذات ليلة فقمت إلى وردي فلم أجد ما كنت أجد من الحلاوة فأردت النوم فلم اقدر عليه واردت القعود فلم اطق ففتحت الباب وخرجت إلى السكة فلما سرت إلى أقصى السكة فإذا رجل ملتف في عباءة مطروح فلما أحس بي رفع رأسه وقال لي : يا أبا القاسم إلى الساعة فقلت : يا سيدي من غير موعد تقدم. قال لي : بلى سألت محرك الأشياء أن يحرك إلى قلبك فقلت له : يا سيدي قد فعل فما حاجتك ؟ قال : يا أبا القاسمممتى يصير داء النفس دواءها ؟ قلت : إذا خالفت هواها صار داؤها دواءها فاقبل على نفسه وهو يقول : اسمعي قد اجبتك بهذا الجواب سبع مرات فأبيت إلا أن تسمعيه من أبي القاسم وقد سمعتيه فانصرفت عنه ولم اقف عليه ولم اعرفه. * * *