﴿ قُلْ يَـا أَهْلَ الْكِتَـابِ ﴾ هم أهل الكتابين أو وفد نجران أو يهود المدينة
٢٤٤
﴿ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآء ﴾ [آل عمران : ٦٤] أي مستوية ﴿ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ [آل عمران : ٦٤] لا يختلف فيها القرآن والتوراة والإنجيل.
وتفسير الكلمة قوله ﴿ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شيئا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران : ٦٤] يعني تعالوا إليها حتى لا نقول عزير ابن الله ولا المسيح ابن الله، لأن كل واحد منهما بعضنا بشر مثلنا، ولا نطيع أحبارنا فميا أحدثوا من التحريم والتحليل من غير رجوع إلى ما شرع الله.
وعن عدي بن حاتم : ما كنا نعبدهم يا رسول الله قال " أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم " قال : نعم.
قال :" هو ذاك ".
﴿ فَإِن تَوَلَّوْا ﴾ [المائدة : ٤٩] عن التوحيد ﴿ فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران : ٦٤] أي لزمتكم الحجة فوجب عليكم أن تعترفوا وتسلموا بأنا مسلمون دونكم كما يقول الغالب للمغلوب في جدال أو صراع : اعترف بأني أنا الغالب وسلم إليّ الغلبة.
﴿ مُسْلِمُونَ * يَاأَهْلَ الْكِتَـابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِى إِبْرَاهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ التَّوْرَاـاةُ وَالانْجِيلُ إِلا مِن بَعْدِهِ ﴾ زعم كل فريق من اليهود والنصارى أن إبراهيم كان منهم وجادلوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم والمؤمنين فيه فقيل لهم : إن اليهودية إنما حدثت بعد نزول التوراة والنصرانية بعد نزول الإنجيل وبين إبراهيم وموسى ألف سنة وبينه وبين عيسى ألفان، فكيف يكون إبراهيم على دين لم يحدث إلا بعد عهده بأزمنة متطاولة.
﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة : ٤٤] حتى لا تجادلوا مثل هذا الجدال المحال.
﴿ هَـاأَنتُمْ هؤلاء ﴾ [محمد : ٣٨] ها للتنبيه وأنتم مبتدأ وهؤلاء خبره ﴿ حَـاجَجْتُمْ ﴾ جملة مستأنفة مبينة للجملة الأولى يعني أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى.
وبيان حماقتكم وقلة عقولكم أنكم جادلتم ﴿ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ ﴾ [آل عمران : ٦٦] مما نطق به التوراة والإنجيل ﴿ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [آل عمران : ٦٦] ولا ذكر له في كتابيكم من دين إبراهيم.
وقيل : هؤلاء بمعنى " الذين " وحاججتم " صلته.
ها أنتم بالمد وغير الهمز حيث كان : مدني وأبو عمرو.
﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ﴾ [محمد : ٢٦] علم ما حاججتم فيه ﴿ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : ٢١٦] وأنتم جاهلون به.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٢٤٢
ثم أعلمهم بأنه بريء من دينهم فقال
٢٤٥
﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلاَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران : ٦٧] كأنه أراد بالمشركين اليهود والنصارى لإشراكهم به عزيراً والمسيح، أو ما كان من المشركين كما لم يكن منهم ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ ﴾ [آل عمران : ٦٨] إن أخصهم به وأقربهم منه من الولي وهو القرب ﴿ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ﴾ [آل عمران : ٦٨] في زمانه وبعده ﴿ وَهَـاذَا النَّبِىُّ ﴾ [آل عمران : ٦٨] خصوصاً خص بالذكر لخصوصيته بالفضل والمراد محمد عليه السلام ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [البقرة : ١٦٥] من أمته ﴿ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران : ٦٨] ناصرهم.
﴿ وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَـابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ﴾ [آل عمران : ٦٩] هم اليهود دعوا حذيفة وعماراً ومعاذاً إلى اليهود ﴿ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ ﴾ [آل عمران : ٦٩] وما يعود وبال الإضلال إلا عليهم لأن العذاب يضاعف لهم بضلالهم وإضلالهم ﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة : ٩] بذلك.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٢٤٢
جزء : ١ رقم الصفحة : ٢٤٦