آل عمران : ١٠١] وبين أظهركم رسول الله عليه السلام ينبهكم ويعظكم ويزيح عنكم شبهكم ﴿ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران : ١٠١] ومن يتمسك بدينه أو بكتابه، أو هو حث لهم على الالتجاء إليه في دفع شرور الكفار ومكايدهم ﴿ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران : ١٠١] أرشد إلى الدين الحق، أو ومن يجعل ربه ملجأ ومفزعاً عند الشبه يحفظه عن الشبه.
﴿ مُّسْتَقِيمٍ * يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ واجب تقواه وما يحق منها وهو القيام بالواجب والاجتناب عن المحارم.
وعن عبد الله هو أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى.
أو هو أن لا تأخذه في الله لومة لائم ويقوم بالقسط ولو على نفسه أو بنيه أو أبيه.
وقيل : لا يتقي الله عبد حق تقاته حتى يخزن لسانه.
والتقاة من اتقى كالتؤدة من اتأد ﴿ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران : ١٠٢] ولا تكونن على حال سوى حال الإسلام إذا أدرككم الموت
٢٦٠
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران : ١٠٣] تمكسوا بالقرآن لقوله عليه السلام " القرآن حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد، من قال به صدق، ومن عمل به رشد ومن اعتصم به هدى إلى صراط مستقيم " ﴿ جَمِيعًا ﴾ حال من ضمير المخاطبين.
وقيل : تمكسوا بإجماع الأمة دليله ﴿ وَلا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران : ١٠٣] أي ولا تتفرقوا يعني ولا تفعلوا ما يكون عنه التفرق ويزول معه الاجتماع، أو ولا تتفرقوا عن الحق بوقوع الاختلاف بينكم كما اختلفت اليهود والنصارى، أو كما كنتم متفرقين في الجاهلية يحارب بعضكم بعضاً ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ كانوا في الجاهلية بينهم العداوة والحروب فألف بين قلوبهم بالإسلام وقذف في قلوبهم المحبة فتحابوا وصاروا إخواناً ﴿ وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ ﴾ [آل عمران : ١٠٣] وكنتم مشفين على أن تقعوا في نار جهنم لما كنتم عليه من الكفر ﴿ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ﴾ [آل عمران : ١٠٣] بالإسلام وهو رد على المعتزلة، فعندهم هم الذين ينقذون أنفسهم لا الله تعالى.
والضمير للحفرة أو للنار أو للشفا، وأنث لإضافته إلى الحفرة.
وشفا الحفرة : حرفها، ولامها واو فلهذا يثنى شفوان ﴿ كَذَالِكَ ﴾ مثل ذلك البيان البليغ ﴿ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَـاتِهِ ﴾ [البقرة : ٢٤٢] أي القرآن الذي فيه أمر ونهي ووعد ووعيد ﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة : ٥٣] لتكونوا على رجاء الهداية أو لتهتدوا به إلى الصواب وما ينال به الثواب.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٢٥٩
﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [آل عمران : ١٠٤] بما استحسنه الشرع والعقل ﴿ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ [آل عمران : ١٠٤] عما استقبحه الشرع والعقل، أو المعروف ما وافق الكتاب والسنة.
والمنكر ما خالفهما، أو المعروف الطاعة والمنكر المعاصي.
٢٦١