حمزة وعلي أي الأمنة ﴿ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ ﴾ [الأعراف : ٨٧] هم أهل الصدق واليقين ﴿ وَطَآ ـاِفَةٌ ﴾ هم المنافقون ﴿ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] ما يهمهم إلا هم أنفسهم وخلاصها لا همّ الدين ولا همّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم والمسلمين رضوان الله عليهم ﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] في حكم المصدر أي يظنون بالله غير الظن الحق الذي يجب أن يظن به وهو أن لا ينصر محمداً صلى الله عليه وسلّم ﴿ ظَنَّ الْجَـاهِلِيَّةِ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] بدل منه والمراد الظن المختص بالملة الجاهلية، أو ظن أهل الجاهلية أي لا يظن مثل ذلك الظن إلا أهل الشرك الجاهلون بالله ﴿ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الامْرِ مِن شَىْءٍ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] هل لنا معاشر المسلمين من أمر الله نصيب قط يعنون النصر والغلبة على العدو ﴿ قُلْ إِنَّ الامْرَ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] أي النصر والغلبة ﴿ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الانفال : ٣٩] ولأوليائه المؤمنين ﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَـالِبُونَ ﴾ [الصافات : ١٧٣] كله تأكيد للأمر ولله خبر " أن " كله بصري وهو مبتدأ ولله خبره والجملة خبر " ان " ﴿ يُخْفُونَ فِى أَنفُسِهِم مَّا لا يُبْدُونَ لَكَ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] خوفاً من السيف ﴿ يَقُولُونَ ﴾ في أنفسهم أو بعضهم لبعض منكرين لقولك لهم إن الأمر كله لله ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الامْرِ شَىْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَـاهُنَا ﴾ [آل عمران : ١٥٤] أي لو كان الأمر كما قال محمد " إن الأمر كله لله ولأوليائه وأنهم الغالبون " لما غلبنا قط، ولما قتل من المسلمين من قتل في هذه المعركة.
قد أهمتهم " صفة لـ " طائفة " ويظنون خبر لـ " طائفة " أو صفة أخرى، أو حال أي قد أهمتهم أنفسهم ظانين.
ويقولون بدل من يظنون ويخفون حال من يقولون وقل إن الأمر كله لله اعتراض بين الحال وذي الحال ويقولون بدل من يخفون أو استئناف ﴿ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ ﴾ [
جزء : ١ رقم الصفحة : ٢٧٩
آل عمران : ١٥٤] أي من علم الله منه أنه يقتل في هذه المعركة وكتب ذلك في اللوح لم يكن به من وجوده، فلو قعدتم في بيوتكم ﴿ لَبَرَزَ ﴾ من بينكم ﴿ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] مصارعهم بأحد ليكون ما علم الله أنه يكون، والمعنى أن الله كتب في اللوح قتل من يقتل من المؤمنين وكتب مع ذلك أنهم الغالبون لعلمه أن العاقبة في الغلبة لهم، وأن دين الإسلام يظهر على الدين كله، وأن ما ينكبون به في بعض الأوقات تمحيص لهم ﴿ وَلِيَبْتَلِىَ اللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] وليمتحن ما في صدور المؤمنين من الإخلاص ويمحص ما في قلوبهم من وساوس الشيطان فعل ذلك.
أو فعل ذلك لمصالح جمة وللابتلاء والتمحيص ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران : ١٥٤] بخفياتها.
٢٨٣