٣٥٢
﴿ فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [النساء : ٨٩] فلا توالوهم حتى يؤمنوا لأن الهجرة في سبيل الله بالإسلام ﴿ فَإِن تَوَلَّوْا ﴾ [المائدة : ٤٩] عن الأيمان ﴿ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ﴾ [النساء : ٨٩] كما كان حكم سائر المشركين ﴿ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ﴾ [النساء : ٨٩] وإن بذلوا لكم الولاية والنصرة فلا تقبلوا منهم
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٥٠
﴿ إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْم ﴾ [النساء : ٩٠] أي ينتهون إليهم ويتصلون بهم.
والاستثناء من قوله ﴿ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ ﴾ [النساء : ٩١] دون الموالاة ﴿ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَـاقٌ ﴾ [النساء : ٩٠] القوم هم الأسلميون كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم عهد، وذلك أنه وادع قبل خروجه إلى مكة هلال بن عويمر الأسلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه، وعلى أن من وصل إلى هلال والتجأ إليه فله من الجوار مثل الذي لهلال، أي فاقتلوهم إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق ﴿ أَوْ جَآءُوكُمْ ﴾ [النساء : ٩٠] عطف على صفة قوم أي إلا الذين يصلون إلى قوم معاهدين، أو قوم ممسكين عن القتال لا لكم ولا عليكم أو على صفة الذين أي إلا الذين يتصلون بالمعاهدين، أو الذين لا يقاتلونكم ﴿ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ﴾ [النساء : ٩٠] حال بإضمار " قد ".
والحصر : الضيق والانقباض ﴿ وَإِن يُقَـاتِلُوكُمْ ﴾ عن أن يقاتلوكم أي عن قتالكم ﴿ أَوْ يُقَـاتِلُوا قَوْمَهُمْ ﴾ [النساء : ٩٠] معكم ﴿ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء : ٩٠] بتقوية قلوبهم وإزالة الحصر عنها ﴿ فَلَقَـاتَلُوكُمْ ﴾ عطف على ﴿ لَسَلَّطَهُمْ ﴾ ودخول اللام للتأكيد ﴿ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ ﴾ [النساء : ٩٠] فإن لم يتعرضوا لكم ﴿ فَلَمْ يُقَـاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ﴾ [النساء : ٩٠] أي الانقياد والاستسلام ﴿ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا ﴾ [النساء : ٩٠] طريقاً إلى القتال.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٥٠
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٥٣
﴿ سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ ﴾ [النساء : ٩١] بالنفاق ﴿ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ ﴾ [النساء : ٩١] بالوفاق هم قوم من أسد وغطفان، كانوا إذا أتوا المدينة أسلموا وعاهدوا ليأمنوا المسلمين، فإذا رجعوا إلى قومهم كفروا ونكثوا عهودهم ﴿ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ ﴾ [النساء : ٩١] كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين ﴿ أُرْكِسُوا فِيهَا ﴾ [النساء : ٩١] قلبوا فيها أقبح قلب وأشنعه وكانوا شراً فيها
٣٥٣


الصفحة التالية
Icon