تعد آية وكذا ﴿ الار ﴾ لم تعد آية في سورها الخمس و ﴿ طسام ﴾ آية في سورتيها و ﴿ طه ﴾ و ﴿ يس ﴾ آيتان و و ﴿ طس ﴾ ليست بآية و ﴿ حم ﴾ آية في سورها كلها و ﴿ حم * تَنزِيلُ الْكِتَـابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ آيتان و ﴿ كاهيعاص ﴾ آية و ﴿ ﴾ و ﴿ ﴾ و ﴿ ق ﴾ ثلاثتها لم تعد آية وهذا عند الكوفيين ومن عداهم لم يعد شيئاً منها آية، وهذا علم توقيفي لا مجال للقياس فيه كمعرفة السور ويوقف على جميعها وقف التمام إذا حملت على معنى مستقل غير محتاج إلى ما بعده، وذلك إذا لم تجعل أسماء للسور ونعق بها كما ينعق بالأصوات، أو جعلت وحدها أخبار ابتداء محذوف كقوله ﴿ الام ﴾ (آل عمران : ١) أي هذه الم ثم ابتدأ فقال :﴿ لا إِلَـاهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة : ٢٥٥] (آل عمران : ١) ولهذه الفواتح محل من الإعراب فيمن جعلها أسماء للسور لأنها عنده كسائر الأسماء الأعلام وهو الرفع على الابتداء، أو النصب أو الجر لصحة القسم بها وكونها بمنزلة الله والله على اللغتين، ومن لم يجعلها أسماء للسور لم يتصور أن يكون لها محل في مذهبه كما لا محل للجملة المبتدأة وللمفردات المعددة.
﴿ ذَالِكَ الْكِتَـابُ ﴾ [البقرة : ٢] أي ذلك الكتاب الذي وعد به على لسان موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، أو ذلك إشارة إلى الم، وإنما ذكّر اسم الإشارة والمشار إليه مؤنث وهو السورة، لأن الكتاب إن كان خبره كان ذلك في معناه ومسماه مسماه فجاز إجراء حكمه عليه بالتذكير والتأنيث، وإن كان صفته فالإشارة به إلى الكتاب صريحاً لأن اسم الإشارة مشار به إلى الجنس الواقع صفة له، تقول : هند ذلك الإنسان أو ذلك الشخص فعل كذا، ووجه تأليف ذلك الكتاب مع الم إن جعلت الم إسماً للسورة أن يكون الم مبتدأ وذلك مبتدأ ثانياً والكتاب خبره والجملة خبر للمبتدأ الأول، ومعناه أن ذلك هو الكتاب الكامل كأن ما عداه من الكتب في مقابلته ناقص كما تقول : هو الرجل أي الكامل في الرجولية الجامع لما
٤١
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٩
يكون في الرجال من مرضيات الخصال، وأن يكون الم خبر مبتدأ محذوف أي هذه الم جملة وذلك الكتاب جملة أخرى، وإن جعلت الم بمنزلة الصوت كان ذلك مبتدأ خبره الكتاب أي ذلك الكتاب المنزل هو الكتاب الكامل ﴿ لا رَيْبَ ﴾ [الأنعام : ١٢] لا شك وهو مصدر رابني إذا حصل فيك الريبة.
وحقيقة الريبة قلق النفس واضطرابها ومنه قوله عليه السلام :" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " فإن الشك ريبة وإن الصدق طمأنينة، أي فإن كون الأمر مشكوكاً فيه مما تقلق له النفس ولا تستقر، وكونه صحيحاً صادقاً مما تطمئن له وتسكن، ومنه ريب الزمان وهو ما يقلق النفوس ويشخص بالقلوب من نوائبه.
وإنما نفى الريب على سبيل الاستغراق وقد ارتاب فيه كثير لأن المنفي كونه متعلقاً للريب ومظنة له لأنه من وضوح الدلالة وسطوع البرهان بحيث لا ينبغي لمرتاب أن يقع فيه لا أن أحداً لا يرتاب، وإنما لم يقل لا فيه ريب كما قال لا فيها غول لأن والمراد في إيلاء الريب حرف النفي نفي الريب عنه وإثبات أنه حق لا باطل كما يزعم الكفار، ولو أولى الظرف يقصد إلى ما يبعد عن المراد وهو أن كتاباً آخر فيه ريب لا فيه كما قصد في قوله تعالى :﴿ لا فِيهَا غَوْلٌ ﴾ [الصافات : ٤٧] (الصافات : ٧٤)، تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها هي.
، والوقف على فيه هو المشهور.
وعن نافع وعاصم أنهما وقفاً على ريب.
ولا بد للواقف من أن ينوي خبراً والتقدير : لا ريب فيه.
﴿ فِيهِ هُدًى ﴾ [البقرة : ٢] فيه بإشباع كل هاء مكي ووافقه حفص في فيه مهاناً وهو الأصل كقولك مررت به ومن عنده وفي داره.
وكما لا يقال في داره ومن عنده وجب أن لا يقال فيه.
وقال سيبويه ما قاله مؤد إلى الجمع بين ثلاثة أحرف سواكن : الياء قبل الهاء، والهاء إذاً الهاء المتحركة في كلامهم بمنزلة الساكنة
٤٢


الصفحة التالية
Icon