جزء : ١ رقم الصفحة : ٨١
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِاَايَـاتِنَآ أُوالَـائِكَ ﴾ [البقرة : ٣٩] مبتدأ والخبر ﴿ أَصْحَـابُ النَّارِ ﴾ [الزمر : ٨] أي أهلها ومستحقوها.
والجملة في موضع الرفع خبر المبتدأ أعني والذين ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِاَايَـاتِنَآ أُوالَـائِكَ أَصْحَـابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ ﴾ هو يعقوب عليه السلام وهو لقب له ومعناه في لسانهم صفوة الله أو عبد الله.
فإسرا هو العبد أو الصفوة، وإيل هو الله بالعبرية، وهو غير منصرف لوجود العلمية والعجمة.
﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة : ٤٠] ذكرهم النعمة أن لا يخلوا بشكرها ويطيعوا مانحها.
وأراد بها ما أنعم به على آبائهم مما عدد عليهم من الإنجاء من فرعون وعذابه ومن الغرق ومن العفو عن اتخاذ العجل والتوبة عليهم، وما أنعم به عليهم من إدراك زمن محمد صلى الله عليه وسلّم المبشر به في التوراة والإنجيل.
﴿ وَأَوْفُوا ﴾ أدوا وافياً تاماً، يقال وفيت له بالعهد فأنا وافٍ به وأوفيت له بالعهد فأنا موف به، والاختيار أوفيت، وعليه نزل التنزيل.
﴿ بِعَهْدِى ﴾ بما عاهدتموني عليه من الإيمان بي والطاعة لي، أو من الإيمان بنبي الرحمة والكتاب المعجز.
﴿ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ [البقرة : ٤٠] بما عاهدتكم عليه من حسن الثواب على حسناتكم.
والعهد يضاف إلى المعاهد والمعاهد جميعاً.
وعن قتادة : هما لئن أقمتم ولأكفرن.
وقال أهل الإشارة : أوفوا في دار محنتي، على بساط خدمتي، بحفظ حرمتي، أوف في دار نعمتي، على بساط كرامتي، بسرور رؤيتي.
﴿ وَإِيَّـاىَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة : ٤٠] فلا تنقضوا عهدي وهو من قولك " زيدا رهبته " وهو أوكد في إفادة الاختصاص من ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة : ٥] (الفاتحة : ٤) وإيّاي منصوب بفعل مضمر دل عليه ما بعده وتقديره فارهبوا إياي فارهبون، وحذف الأول لأن الثاني يدل عليه.
وإنما لم ينتصب بقوله فارهبون لأنه أخذ مفعوله وهو الياء المحذوفة وكسرة النون دليل الياء كما لا يجوز نصب زيد في " زيدا فاضربه " بـ " اضرب " الذي هو ظاهر.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٨٥
﴿ وَءَامِنُوا بِمَآ أَنزَلْتُ ﴾ [البقرة : ٤١] يعني القرآن ﴿ مُصَدِّقًا ﴾ حال مؤكدة من الهاء المحذوفة كأنه قيل أنزلته مصدقاً ﴿ لِّمَا مَعَكُمْ ﴾ [آل عمران : ٨١] من التوراة يعني في العبادة والتوحيد والنبوة وأمر محمد عليه السلام ﴿ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِر بِهِ ﴾ [البقرة : ٤١] أي أول من كفر به أو أول حزب أو فوج كافر به، أو ولا يكن كل واحد منكم أول كافر به.
وهذا تعريض بأنه كان يجب أن يكونوا أول من يؤمن به لمعرفتهم به وبصفته، والضمير في به يعود
٨٥


الصفحة التالية
Icon