إلى القرآن.
﴿ وَلا تَشْتَرُوا ﴾ [المائدة : ٤٤] ولا تستبدلوا.
﴿ بِاَايَـاتِى ﴾ بتغييرها وتحريفها.
﴿ ثَمَنًا قَلِيلا ﴾ [النحل : ٩٥] قال الحسن : هو الدنيا بحذافيرها.
وقيل : هو الرياسة التي كانت لهم في قومهم خافوا عليها الفوات لو اتبعوا رسول الله.
﴿ وَإِيَّـاىَ فَاتَّقُونِ ﴾ [البقرة : ٤١] فخافوني فارهبوني فاتقوني بالياء في الحالين وكذلك كل ياء محذوفة في الخط : يعقوب.
﴿ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَـاطِلِ ﴾ [البقرة : ٤٢] لبس الحق بالباطل خلطه.
والباء، إن كانت صلة مثلها في قولك " لبست الشيء بالشيء " خلطته به، كان المعنى ولا تكتبوا في التوراة ما ليس منها فيختلط الحق المنزل بالباطل الذي كتبتم حتى لا يميز بين حقها وباطلكم.
وإن كانت باء الاستعانة كالتي في قولك " كتبت بالقلم "، كان المعنى ولا تجعلوا الحق ملتبساً مشتبهاً بباطلكم الذي تكتبونه.
﴿ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ ﴾ [البقرة : ٤٢] هو مجزوم داخل تحت حكم النهي بمعنى ولا تكتموا، أو منصوب بإضمار " أن "، والواو بمعنى الجمع، أي ولا تجمعوا بين لبس الحق بالباطل وكتمان الحق كقولك " لا تأكل السمك وتشرب اللبن ".
وهما أمران متميزان، لأن لبس الحق بالباطل ما ذكرنا من كتبهم في التوراة ما ليس منها، وكتمانهم الحق أن يقولوا لا نجد في التوراة صفة محمد أو حكم كذا ﴿ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : ٢٢] في حال علمكم أنكم لابسون وكاتمون وهو أقبح لهم لأن الجهل بالقبيح ربما عذر مرتكبه.
﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَواةَ وَءَاتُوا الزكاة ﴾ [البقرة : ٤٣] أي صلاة المسلمين وزكاتهم.
﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة : ٤٣] منهم لأن اليهود لا ركوع في صلاتهم أي أسلموا واعملوا عمل أهل الإسلام.
وجاز أن يراد بالركوع الصلاة كما يعبر عنها بالسجود، وأن يكون أمراً بالصلاة مع المصلين يعني في الجماعة، أي صلوها مع المصلين لا منفردين.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٨٥
والهمزة في ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ ﴾ [البقرة : ٤٤] للتقرير مع التوبيخ والتعجب من حالهم.
﴿ بِالْبِرِّ ﴾ أي سعة الخير والمعروف ومنه البر لسعته، ويتناول كل خير ومنه قولهم " صدقت وبررت ".
وكان الأحبار يأمرون من نصحوه في السر من أقاربهم وغيرهم باتباع محمد عليه السلام ولا يتبعونه.
وقيل : كانوا يأمرون بالصدقة ولا يتصدقون وإذا أتوا بالصدقات ليفرقوها خانوا فيها.
﴿ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ ﴾ [البقرة : ٤٤] وتتركونها من البر كالمنسيات.
﴿ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَـابَ ﴾ [البقرة : ٤٤] تبكيت أن تتلون التوراة وفيها نعت محمد عليه السلام أو فيها الوعيد على
٨٦
الخيانة وترك البر ومخالفة القول العمل.
﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة : ٤٤] أفلا تفطنون لقبح ما أقدمتم عليه حتى يصدكم استقباحه عن ارتكابه وهو توبيخ عظيم.
﴿ وَاسْتَعِينُوا ﴾
جزء : ١ رقم الصفحة : ٨٦