الخضر والمراد به أطايب البقول كالنعناع والكرفس والكراث ونحوهما مما يأكل الناس.
﴿ وَقِثَّآئِهَا ﴾ يعني الخيار ﴿ وَفُومِهَا ﴾ هو الحنطة أو الثوم لقراءة ابن مسعود وثومها ﴿ وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى ﴾ [البقرة : ٦١] أقرب منزلة وأدون مقداراً والدنو والقرب يعبر بهما عن قلة المقدار ﴿ بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة : ٦١] أرفع وأجل.
﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا ﴾ [البقرة : ٦١] من الأمصار أي انحدروا إليه من التيه.
وبلاد التيه ما بين بيت المقدس إلى قنّسرين وهي اثنا عشر فرسخاً في ثمانية فراسخ، أو مصر فرعون.
وإنما صرفه من وجود السببين وهما التأنيث والتعريف لإرادة البلد، أو لسكون وسطه كنوح ولوط وفيهما العجمة والتعريف ﴿ فَإِنَّ لَكُم ﴾ [البقرة : ٦١] فيها ﴿ مَّا سَأَلْتُمْ ﴾ [البقرة : ٦١] أي فإن الذي سألتم يكون في الأمصار لا في التيه.
﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾ [البقرة : ٦١] أي الهوان والفقر يعني جعلت الذلة محيطة بهم مشتملة عليهم فهم فيها كما يكون في القبة من ضربت عليه، أو ألصقت بهم حتى لزمتهم ضربة لازب كما يضرب الطين على الحائط فيلزمه.
فاليهود صاغرون أذلاء أهل مسكنة وفقر إما على الحقيقة وإما لتصاغرهم وتفاقرهم خيفة أن تضاعف عليهم الجزية.
عليهم الذلة : حمزة وعلي وكذا كل ما كان قبل الهاء ياء ساكنة وبكسر الهاء والميم : أبو عمرو.
وبكسر الهاء وضم الميم : غيرهم.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٩٢
﴿ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ﴾ [البقرة : ٦١] من قولك " باء فلان بفلان " إذا كان حقيقاً بأن يقتل به لمساواته له.
أي صاروا أحقاء بغضبه.
وعن الكسائي حفوا ﴿ ذَالِكَ ﴾ إشارة إلى ما تقدم من ضرب الذلة والمسكنة والخلافة بالغضب.
﴿ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِاَايَـاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّانَ ﴾ [البقرة : ٦١] بالهمزة : نافع وكذا بابه.
أي ذلك بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء.
وقد قتلت اليهود شعياء وزكريا ويحيى صلوات الله عليهم.
والنبي من النبإ لأنه يخبر عن الله تعالى " فعيل " بمعنى " مفعل " أو بمعنى " مفعل ".
أو من نبا أي ارتفع، والنبوة المكان المرتفع.
﴿ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الشورى : ٤٢] عندهم أيضاً فإنهم لو أنصفوا لم يذكروا شيئاً يستحقون به القتل عندهم في التوراة.
وهو في محل النصب على الحال من الضمير في يقتلون أي يقتلونهم مبطلين ﴿ ذَالِكَ ﴾ تكرار للإشارة.
﴿ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة : ٦١] بسبب ارتكابهم أنواع المعاصي واعتدائهم حدود الله في كل شيء مع كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء.
وقيل : هو اعتداؤهم في السبت.
ويجوز أن يشار بذلك إلى الكفر وقتل الأنبياء على معنى أن ذلك بسبب عصيانهم واعتدائهم لأنهم انهمكوا فيهما وغلوا حتى قست قلوبهم
٩٤
فجسروا على جحود الآيات وقتلهم الأنبياء، أو ذلك الكفر والقتل مع ما عصوا.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٩٢
﴿ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [النساء : ١٣٧] بألسنتهم من غير مواطأة القلوب وهم المنافقون.
﴿ وَالَّذِينَ هَادُوا ﴾ [المائدة : ٦٩] تهودوا يقال هاد يهود وتهود إذا دخل في اليهودية وهو هائد والجمع هود.
﴿ وَالنَّصَـارَى ﴾ جمع نصران كندمان وندامى يقال رجل نصران وامرأة نصرانة.
والياء في نصراني للمبالغة كالتي في " أحمري " سموا نصارى لأنهم نصروا المسيح.
﴿ وَالصَّـابِئِينَ ﴾ الخارجين من دين مشهور إلى غيره من صبأ إذا خرج من الدين، وهم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة.
وقيل : هم يقرؤون الزبور.
﴿ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ ﴾ [البقرة : ٦٢] من هؤلاء الكفرة إيماناً خالصاً ﴿ وَعَمِلَ صَـالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾ [البقرة : ٦٢] ثوابهم ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ [فاطر : ٣٩] في الآخرة ﴿ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة : ٦٢] ومحل من آمن الرفع إن جعلته مبتدأ خبره فلهم أجرهم، والنصب إن جعلته بدلاً من اسم إن والمعطوف عليه.
فخبر إن في الوجه الأول الجملة كما هي، وفي الثاني فلهم والفاء لتضمن من معنى الشرط.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٩٥


الصفحة التالية
Icon