﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـالِحَـاتِ أُوالَـائِكَ أَصْحَـابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـاقَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ ﴾ الميثاق العهد المؤكد غاية التأكيد ﴿ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ ﴾ [البقرة : ٨٣] إخبار في معنى النهي كما تقول تذهب إلى فلان تقول له كذا تريد الأمر.
وهو أبلغ من صريح الأمر والنهي لأنه كأنه سورع إلى الامتثال والانتهاء وهو يخبر عنه، وتنصره قراءة أبيّ لا تعبدوا، وقوله وقولوا والقول مضمر.
لا يعبدون : مكي وحمزة وعلي لأن بني إسرائيل اسم ظاهر والأسماء الظاهرة كلها غيب.
ومعناه
١٠٤
أن لا يعبدوا فلما حذفت " أن " رفع.
﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَـانًا ﴾ [الإسراء : ٢٣] أي وأحسنوا ليلتئم عطف الأمر وهو قوله وقولوا عليه.
﴿ وَذِى الْقُرْبَى ﴾ [البقرة : ٨٣] القرابة ﴿ وَالْيَتَـامَى ﴾ جمع يتيم وهو الذي فقد أباه قبل الحلم إلى الحلم لقوله عليه السلام لا يتم بعد البلوغ
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٠٤
﴿ وَالْمَسَـاكِينَ ﴾ جمع مسكين وهو الذي أسكنته الحاجة.
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة : ٨٣] قولاً هو حسن في نفسه لإفراط حسنه.
حسناً : حمزة وعلي.
﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَواةَ وَءَاتُوا الزكاة ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ ﴾ عن الميثاق ورفضتموه ﴿ إِلا قَلِيلا مِّنكُمْ ﴾ [البقرة : ٨٣] قيل : هم الذين أسلموا منهم ﴿ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ﴾ [البقرة : ٨٣] وأنتم قوم عادتكم الإعراض والتولية، عن المواثيق.
﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَـارِكُمْ ﴾ [البقرة : ٨٤] أي لا يفعل ذلك بعضكم ببعض.
جعل غير الرجل نفسه إذ اتصل به أصلاً أو ديناً.
وقيل : إذا قتل غيره فكأنما قتل نفسه لأنه يقتص منه ﴿ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ ﴾ [البقرة : ٨٤] بالميثاق واعترفتم على أنفسكم بلزومه ﴿ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴾ [البقرة : ٨٤] عليها كما تقول : فلان مقر على نفسه بكذا شاهد عليها.
أو وأنتم تشهدون اليوم يا معشر اليهود على إقرار أسلافكم بهذا الميثاق ﴿ ثُمَّ أَنتُمْ هؤلاء ﴾ [البقرة : ٨٥] استبعاد لما أسند إليهم من القتل والإجلاء والعدوان بعد أخذ الميثاق منهم وإقرارهم وشهادتهم.
أنتم مبتدأ وهؤلاء بمعنى " الذين " ﴿ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ ﴾ [البقرة : ٨٥] صلة هؤلاء.
وهؤلاء مع صلته خبراً أنتم ﴿ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَـارِهِمْ ﴾ [البقرة : ٨٥] غير مراقبين ميثاق الله ﴿ تَظَـاهَرُونَ عَلَيْهِم ﴾ [البقرة : ٨٥] بالتخفيف كوفي أي تتعاونون.
وبالتشديد غيرهم.
فمن خفف فقد حذف إحدى التائين.
ثم قيل ؛ هي الثانية لأن الثقل بها.
وقيل : الأولى.
ومن شدد قلب التاء الثانية ظاء وأدغم.
﴿ بِالاثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [البقرة : ٨٥] بالمعصية والظلم.
﴿ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَـارَى تُفَـادُوهُمْ ﴾ [البقرة : ٨٥] تفدوهم " : أبو عمرو.
أسرى تفدوهم مكي وشامي.
أسرى تفدوهم : حمزة أسارى تفادوهم : علي.
فدى وفادى بمعنى.
وأسارى حال وهو جمع أسير وكذلك أسرى.
والضمير في ﴿ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة : ٨٥] للشأن أو هو ضمير مبهم تفسيره ﴿ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَـابِ ﴾ [البقرة : ٨٥] بفداء الأسرى.
﴿ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ [البقرة : ٨٥] بالقتال والإجلاء.
قال السدي : أخذ الله عليكم أربعة عهود ترك القتل وترك الإخراج وترك المظاهرة وفداء الأسير فأعرضوا عن كل ما أمروا به إلا الفداء.
﴿ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذَالِكَ ﴾ [البقرة : ٨٥] هو إشارة إلى الإيمان ببعض والكفر ببعض ﴿ مِنكُمْ إِلا خِزْىٌ ﴾ [البقرة : ٨٥] فضيحة وهوان ﴿ فِي الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَـامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ﴾ وهو الذي لا روح فيه ولا فرح أو إلى أشد من عذاب الدنيا ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَـافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة : ٧٤] بالياء مكي ونافع وأبو بكر.
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٠٤