جزء : ١ رقم الصفحة : ١١٧
البقرة : ١١٣]؟ وهود جمع هائد كعائذ وعوذ وواحد اسم كان للفظ من، وجمع الخبر لمعناه.
﴿ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ﴾ [البقرة : ١١١] أشير بها إلى الأماني المذكورة وهي أمنيتهم ألا ينزل على المؤمنين خير من ربهم وأمنيتهم أن يردوهم كفاراً، وأمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم أي تلك الأماني الباطلة أمانيهم.
والأمنية أفعولة من التمني مثل الأضحوكة.
﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَـانَكُمْ ﴾ [البقرة : ١١١] هلموا حجتكم على اختصاصكم بدخول الجنة.
وهات بمنزلة هاء بمعنى أحضر وهو متصل بقولهم لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى " وتلك أمانيهم اعتراض.
﴿ إِن كُنتُمْ صَـادِقِينَ ﴾ [البقرة : ٢٣] في دعواكم.
﴿ بَلَى ﴾ إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة.
﴿ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ﴾ [البقرة : ١١٢] من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره.
﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [لقمان : ٢٢] مصدق بالقرآن.
﴿ فَلَهُا أَجْرُهُ ﴾ [البقرة : ١١٢] جواب من أسلم.
وهو كلام مبتدأ متضمن لمعنى الشرط وبلى رد لقولهم.
﴿ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة : ١١٢].
جزء : ١ رقم الصفحة : ١١٧
﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَـارَى عَلَى شَىْءٍ وَقَالَتِ النَّصَـارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَىْءٍ ﴾ [البقرة : ١١٣] أي على شيء يصح ويعتد به.
والواو في ﴿ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَـابَ ﴾ [البقرة : ١١٣] للحال والكتاب للجنس أي قالوا ذلك وحالهم أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب، وحق من حمل التوراة والإنجيل وآمن به ألا يكفر بالباقي لأن كل واحد من الكتابين مصدق
١١٨
للآخر.
﴿ كَذَالِكَ ﴾ مثل ذلك القول الذي سمعت به ﴿ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ﴾ [
جزء : ١ رقم الصفحة : ١١٨
البقرة : ١١٣] أي الجهلة الذين لا علم عندهم ولا كتاب كعبدة الأصنام والمعطلة، قالوا لأهل كل دين ليسوا على شيء، وهذا توبيخ عظيم لهم حيث نظموا أنفسهم مع علمهم في سلك من لا يعلم ﴿ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [البقرة : ١١٣] أي بين اليهود والنصارى بما يقسم لكل فريق منهم من العقاب اللائق به.
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ [البقرة : ١١٤] موضع من رفع على الابتداء وهو استفهام وأظلم خبره والمعنى : أي أحد أظلم؟ وأن يذكر ثاني مفعولي منع لأنك تقول منعته كذا ومثله ﴿ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِالايَـاتِ ﴾ [الإسراء : ٥٩] (الإسراء : ٩٥).
﴿ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا ﴾ [الإسراء : ٩٤] (الإسراء : ٤٩).
ويجوز أن يحذف حرف الجر مع " أن " أي من أن يذكر وأن تنصبه مفعولاً له بمعنى منعها كراهة أن يذكر وهو حكم عام لجنس مساجد الله وأن مانعها من ذكر الله مفرط في الظلم.
والسبب فيه طرح النصارى في بيت المقدس الأذى، ومنعهم الناس أن يصلوا فيه، أو منع المشركين رسول الله أن يدخل المسجد الحرام عام الحديبية.
وإنما قيل مساجد الله وكان المنع على مسجد واحد وهو بيت المقدس أو المسجد الحرام لأن الحكم ورد عاماً وإن كان السبب خاصاً كقوله تعالى :﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة : ١] (الهمزة : ١) والمنزول فيه الأخنس بن شريق.
﴿ وَسَعَى فِى خَرَابِهَآ ﴾ [البقرة : ١١٤] بانقطاع الذكر والمراد بـ من العموم كما أريد العموم بمساجد الله.
﴿ أُوالَـائِكَ ﴾ المانعون ﴿ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ ﴾ [البقرة : ١١٤] أي ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله ﴿ إِلا خَآئِفِينَ ﴾ [البقرة : ١١٤] حال من الضمير في يدخلوها أي على حال التهيب وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلاً أن يستولوا عليها ويلوها ويمنعوا المؤمنين منها.
والمعنى : ما كان الحق إلا ذلك لولا ظلم الكفرة وعتوهم.
روي أنه لا يدخل بيت المقدس أحد من النصارى إلا متنكراً خيفة أن يقتل.
وقال قتادة : لا يوجد نصراني في بيت المقدس إلا بولغ ضرباً.
ونادى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ألا لا يحجن بعد
١١٩