فيها الإنكار.
والشهداء جمع شهيد بمعنى الحاضر أي ما كنتم حاضرين يعقوب عليه السلام إذ حضره الموت أي حين احتضر، والخطاب للمؤمنين بمعنى ما شهدتم ذلك وإنما حصل لكم العلم به من طريق الوحي.
أو متصله ويقدر قبلها محذوف والخطاب لليهود لأنهم كانوا يقولون ما مات نبي إلا على اليهودية كأنه قيل : أتدّعون على الأنبياء اليهودية أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ﴿ إِذْ قَالَ ﴾ [البقرة : ٢٥٨] بدل من " إذ " الأولى والعامل فيهما شهداء أو ظرف لـ حضر ﴿ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة : ١٣٣] ما استفهام في محل النصب بـ تعبدون أي أيّ شيء تبعدون؟ و " ما " عام في كل شيء أو هو سؤال عن صفة المعبود كما تقول " ما زيد " تريد أفقيه أم طبيب.
﴿ مِن بَعْدِى ﴾ [الصف : ٦] من بعد موتي.
﴿ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـاهَكَ وَإِلَـاهَ ءَابَآئِكَ ﴾ [البقرة : ١٣٣] أعيد ذكر الإله لئلا يعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار.
﴿ إِبْرَاهِ مَ وَإِسْمَـاعِيلَ وَإِسْحَـاقَ ﴾ [البقرة : ١٣٣] عطف بيان لآبائك، وجعل إسماعيل من جملة آبائه وهو عمه لأن العم أب قال عليه السلام في العباس " هذا بقية آبائي ".
﴿ إِلَـاهًا وَاحِدًا ﴾ [ص : ٥] بدل من إله آبائك كقوله :﴿ كَلا لَـاـاِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَـاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾ أو نصب على الاختصاص أي نريد بإله آبائك إلهاً واحداً.
﴿ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة : ١٣٣] حال من فاعل نعبد أو جملة معطوفة على نعبد أو جملة اعتراضية مؤكدة.
﴿ تِلْكَ ﴾ إشارة إلى الأمة المذكورة التي هي إبراهيم ويعقوب وبنوهما الموحدون ﴿ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ [البقرة : ١٣٤] مضت ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ﴾ [البقرة : ١٣٤] أي إن أحداً لا ينفعه كسب غيره متقدماً كان أو متأخراً، فكما أن أولئك لا ينفعهم إلا ما اكتسبوا فكذلك أنتم لا ينفعكم إلا ما اكتسبتم وذلك لافتخارهم بآبائهم ﴿ وَلا تُسْـاَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة : ١٣٤] ولا تؤاخذون بسيئاتهم.
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٢٤
﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَـارَى ﴾ [البقرة : ١٣٥] أي قالت اليهود كونوا هوداً وقالت النصارى كونوا نصارى.
وجزم ﴿ تَهْتَدُوا ﴾ لأنه جواب الأمر.
﴿ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِ مَ ﴾ [البقرة : ١٣٥] بل نتبع ملة إبراهيم ﴿ حَنِيفًا ﴾ حال من المضاف إليه نحو " رأيت وجه هند قائمة ".
١٢٨


الصفحة التالية
Icon