﴿ جَزَآءَ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [التوبة : ٨٢] من النفاق ﴿ فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ ﴾ [التوبة : ٨٣] أي ردك من تبوك.
وإنما قال ﴿ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ ﴾ [التوبة : ٨٣] لأن منهم من تاب من النفاق ومنهم من هلك ﴿ فَاسْتَـاْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ﴾ إلى غزوة بدر غزوة تبوك ﴿ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِىَ أَبَدًا ﴾ [التوبة : ٨٣] وبسكون الياء : حمزة وعلي وأبو بكر ﴿ وَلَن تُقَـاتِلُوا مَعِىَ عَدُوًّا ﴾ [التوبة : ٨٣] ﴿ مَعِىَ ﴾ حفص ﴿ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [التوبة : ٨٣] أول ما دعيتم إلى غزوة تبوك ﴿ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَـالِفِينَ ﴾ [التوبة : ٨٣] مع من تخلف بعد.
وسأل ابن عبد الله بن أبي وكان مؤمناً أن يكفن النبي صلى الله عليه وسلّم أباه في قميصه ويصلي عليه فقبل، فاعترض عمر رضي الله عنه في ذلك فقال عليه السلام :" ذلك لا لا ينفعه وإني أرجو أن يؤمن به ألف من قومه " فنزل ﴿ وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم ﴾ [التوبة : ٨٤] من المنافقين يعني صلاة الجنازة.
روي أنه أسلم ألف من الخزرج لما رأوه يطلب التبرك بثوب النبي صلى الله عليه وسلّم ﴿ مَّاتَ ﴾ صفة لـ ﴿ أَحَدٍ ﴾ ﴿ أَبَدًا ﴾ ظرف لـ ﴿ تُصَلِّ ﴾ وكان عليه السلام إذا دفن الميت وقف على قبره ودعا له فقيل :﴿ وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَـاسِقُونَ ﴾ [التوبة : ٨٤] تعليل للنهي أي أنهم ليسوا بأهل للصلاة عليهم لأنهم كفروا بالله ورسوله ﴿ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَـادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِى الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَـافِرُونَ ﴾ التكرير للمبالغة والتأكيد وأن يكون على بال من المخاطب لا ينساه وأن يعتقد أنه مهم، ولأن كل آية في فرقة غير الفرقة الأخرى.
٢٠٠
﴿ وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ ﴾ [التوبة : ٨٦] يجوز أن يراد سورة بتمامها وأن يراد بعضها كما يقع القرآن والكتاب على كله وعلى بعضه
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠٠
﴿ أَنْ ءَامِنُوا بِاللَّهِ ﴾ [التوبة : ٨٦] بأن آمنوا أو هي " أن " المفسرة ﴿ وَجَـاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَـاْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ ﴾ ذوو الفضل والسعة ﴿ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَـاعِدِينَ ﴾ [التوبة : ٨٦] مع الذين لهم عذر في التخلف كالمرضى والزمنى ﴿ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾ [التوبة : ٨٧] أي النساء جمع " خالفة " ﴿ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ [التوبة : ٨٧] ختم عليها لاختيارهم الكفر والنفاق ﴿ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة : ٨٧] ما في الجهاد من الفوز والسعادة وما في التخلف من الهلاك والشقاوة ﴿ لَـاكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ جَـاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ﴾ أي إن تخلف هؤلاء فقد نهض إلى الغزو من هو خير منهم ﴿ وَأُوالَـائِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ﴾ [التوبة : ٨٨] تناول منافع الدارين لإطلاق اللفظ.
وقيل : الحور لقوله ﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ ﴾ [الرحمن : ٧٠] (الرحمن : ٠٧) ﴿ وَأُوالَـائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة : ٥] الفائزون بكل مطلوب ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّـاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الانْهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا ذَالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة : ٨٩] قوله ﴿ أَعَدَّ ﴾ دليل على أنها مخلوقة.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠٠
﴿ وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الاعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ﴾ [التوبة : ٩٠] هو من عذّر في الأمر إذا قصر فيه وتوانى، وحقيقته أن يوهم أن له عذراً فيما فعل ولا عذر له، أو المعتذرون بإدغام التاء في الذال ونقل حركتها إلى العين وهم الذين يعتذرون بالباطل قيل : هم أسد وغطفان قالوا : إن لنا عيالاً وإن بنا جهداً فأذن لنا في التخلف ﴿ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [التوبة : ٩٠] هم منافقو الأعراب الذين لم يجيئوا ولم يعتذروا فظهر بذلك أنهم كذبوا الله ورسوله في ادعائهم الإيمان ﴿ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ ﴾ [التوبة : ٩٠] من الأعراب
٢٠١


الصفحة التالية
Icon