﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة : ١٠٤] في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار ﴿ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ ﴾ [التوبة : ٩١] الهرمى والزمنى ﴿ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ ﴾ [التوبة : ٩١] هم الفقراء من مزينة وجهينة وبني عذرة ﴿ حَرَجٌ ﴾ إثم وضيق في التأخر ﴿ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ بأن آمنوا في السر والعلن وأطاعوا كما يفعل الناصح بصاحبه ﴿ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ﴾ [التوبة : ٩١] المعذورين النّاصحين ﴿ مِن سَبِيلٍ ﴾ [غافر : ١١] أي لا جناح عليهم ولا طريق للعتاب عليهم ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ ﴾ [البقرة : ٢٢٥] يغفر تخلفهم ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ بهم ﴿ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ﴾ لتعطيهم الحمولة ﴿ قُلْتَ ﴾ حال من الكاف في ﴿ أَتَوْكَ ﴾ و " قد " قبله مضمرة أي إذا ما أتوك قائلاً ﴿ لا أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا ﴾ [التوبة : ٩٢] هو جواب " إذا " ﴿ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾ [التوبة : ٩٢] أي تسيل كقولك " تفيض دمعاً " وهو أبلغ من يفيض دمعها لأن العين جعلت كأن كلها دمع فائض و " من " للبيان كقولك " أفديك من رجل "، ومحل الجار والمجرور النصب على التمييز، ويجوز أن يكون ﴿ قُلْتَ لا أَجِدُ ﴾ [التوبة : ٩٢] استئنافاً كأنه قيل : إذا ما أتوك لتحملهم تولوا فقيل : ما لهم تولوا باكين؟ فقيل :﴿ قُلْتَ لا أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ [التوبة : ٩٢] إلا أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض ﴿ حَزَنًا ﴾ مفعول له ﴿ أَلا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ﴾ [التوبة : ٩٢] لئلا يجدوا ما ينفقون ومحله نصب على أنه مفعول له، وناصبة ﴿ حَزَنًا ﴾ والمستحملون أبو موسى الأشعري وأصحابه، أو البكاؤن وهم ستة نفر من الأنصار.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠٠
﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ ﴾ في التخلف ﴿ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ ﴾ [التوبة : ٩٣] وقوله ﴿ رَضُوا ﴾ استئناف كأنه قيل : ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء؟ فقيل : رضوا
٢٠٢
﴿ بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾ [التوبة : ٨٧] أي بالانتظام في جملة الخوالف ﴿ إِلَيْكُمْ ﴾
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠٢
يقيمون لأنفسهم عذراً باطلاً ﴿ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ﴾ [التوبة : ٩٤] من هذه السفرة ﴿ قُل لا تَعْتَذِرُوا ﴾ [التوبة : ٩٤] بالباطل ﴿ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ ﴾ [التوبة : ٩٤] لن نصدقكم وهو علة للنهي عن الاعتذار لأن غرض المعتذر أن يصدق فيما يعتذر به ﴿ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ﴾ [التوبة : ٩٤] علة لانتفاء تصديقهم لأنه تعالى إذا أوحى إلى رسوله الإعلام بأخبارهم وما في ضمائرهم لم يستقم مع ذلك تصديقهم في معاذيرهم ﴿ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة : ٩٤] أتنيبون أم تثبتون على كفركم ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَـالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَـادَةِ ﴾ [التوبة : ٩٤] أي تردون إليه وهو عالم كل سر وعلانية ﴿ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة : ١٠٥] فيجازيكم على حسب ذلك.
﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ﴾ [التوبة : ٩٥] لتتركوهم ولا توبخوهم ﴿ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ﴾ [التوبة : ٩٥] فأعطوهم طلبتهم ﴿ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ﴾ [التوبة : ٩٥] تعليل لترك معاتبتهم أي أن المعاتبة لا تنفع فيهم ولا تصلحهم لأنهم أرجاسٍ لا سبيل إلى تطهيرهم ﴿ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ﴾ ومصيرهم النار يعني وكفتهم النار عتاباً وتوبيخاً فلا تتكلفوا عتابهم ﴿ جَزَآءَ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [التوبة : ٨٢] أي يجزون جزاء كسبهم ﴿ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ﴾ [التوبة : ٩٦] أي غرضهم بالحلف بالله طلب رضاكم لينفعهم ذلك في دنياهم ﴿ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَـاسِقِينَ ﴾ [التوبة : ٩٦] أي فإن رضاكم وحدكم لا ينفعهم إذا كان الله ساخطاً عليهم وكانوا عرضة لعاجل عقوبته وآجلها، وإنما قيل ذلك لئلا يتوهم أن رضا المؤمنين يقتضي رضا الله عنهم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠٢
﴿ الاعْرَابُ ﴾ أهل البدو ﴿ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ﴾ [التوبة : ٩٧] من أهل الحضر لجفائهم
٢٠٣