جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٣١
﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ ﴾ [الأنعام : ٢٢] أي الكفار وغيرهم ﴿ جَمِيعًا ﴾ حال ﴿ ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ ﴾ [يونس : ٢٨] أي الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم ﴿ أَنتُم ﴾ أكد به الضمير في مكانكم لسد مسد قوله الزموا ﴿ وَشُرَكَآؤُكُمْ ﴾ عطف عليه ﴿ فَزَيَّلْنَا ﴾ ففرَّقنا ﴿ بَيْنَهُم ﴾ وقطعنا أقرانهم والوصل التي كانت بينهم في الدنيا ﴿ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم ﴾ [يونس : ٢٨] من عبدوه من دون الله من أولي العقل أو الأصنام ينطقها الله عز وجل ﴿ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴾ [يونس : ٢٨] إنما كنتم تعبدون الشياطين حيث أمروكم أن تتخذوا الله أنداداً فأطعتموهم وهو قوله :﴿ إِيَّاكُمْ ﴾ إلى قوله :﴿ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ﴾ [سبأ : ٤١]
﴿ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ [يونس : ٢٩] أي كفى الله شهيداً وهو تمييز ﴿ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَـافِلِينَ ﴾ [يونس : ٢٩] إن مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية ﴿ هُنَالِكَ ﴾ في ذلك المكان أو في ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان ﴿ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ﴾ [يونس : ٣٠] تختبر وتذوق ﴿ مَّآ أَسْلَفَتْ ﴾ [يونس : ٣٠] من العمل فتعرف كيف هو أقبح أم حسن أنافع أم ضار أمقبول أم مردود وقال الزجاج : تعلم كل نفس ما
٢٣٢
قدمت.
تتلو حمزة وعلي أي تتبع ما أسلفت لأن عمله هو الذي يهديه إلى طريق الجنة أو النار أو تقرأ في صحيفتها ما قدمت من خير أو شر كذا على الأخفش ﴿ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَـاهُمُ الْحَقِّ ﴾ [يونس : ٣٠] ربهم الصادق في ربوبيته لأنهم كانوا يتلون ما ليس لربوبيته حقيقة أو الذي يتولى حسابهم وثوابهم العدل الذي لا يظلم ﴿ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام : ٢٤] وضاع عنهم ما كانوا يدّعون أنهم شركاء لله أو بطل عنهم ما كانوا يختلقون من الكذب وشفاعة الآلهة
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٣٢
﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ ﴾ [يونس : ٣١] بالمطر ﴿ وَالارْضِ ﴾ بالنبات ﴿ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالابْصَـارَ ﴾ [يونس : ٣١] من يستطيع خلقهما وتسويتهما على الحد الذي سويا عليه من الفطرة العجيبة أومن يحميها من الآفات مع كثرتها في المدد الطوال وهما لطيفان يؤذيهما أدنى شيء ﴿ وَمَن يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ ﴾ [يونس : ٣١] أي الحيوان والفرخ والزرع والمؤمن والعالم من النطفة والبيضة والحب والكافر والجاهل وعكسها ﴿ وَمَن يُدَبِّرُ الامْرَ ﴾ [يونس : ٣١] ومن يلي تدبير أمر العالم كله جاء بالعموم بعد الخصوص ﴿ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾ [يونس : ٣١] فسيجيبونك عند سؤالك إن القادر على هذه هو الله ﴿ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس : ٣١] الشرك في العبودية إذ اعترفتم بالربوبية ﴿ فَذَالِكُمُ اللَّهُ ﴾ [يونس : ٣٢] أي من هذه قدرته هو الله ﴿ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾ [يونس : ٣٢] الثابت ربوبيته ثباتاً لا ريب فيه لمن حقق النظر ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلـالُ ﴾ أي لا واسطة بين الحق والضلال فمن تخطى الحق وقع في الضلال ﴿ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس : ٣٢] عن الحق إلى الضلال وعن التوحيد إلى الشرك ﴿ كَذَالِكَ ﴾ مثل ذلك الحق ﴿ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ﴾ كلمات شامي ومدني أي كما حق وثبت أن الحق بعده الضلال أو كما حق أنهم مصروفون عن الحق
٢٣٣
فكذلك حقت كلمة ربك ﴿ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا ﴾ [يونس : ٣٣] تمردوا في كفرهم وخرجوا إلى الحد الأقصى فيه ﴿ أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يونس : ٣٣] بدل من الكلمة أي حق عليهم انتفاء الإيمان أو حق عليهم كلمة الله أن إيمانم غير كائن أو أراد بالكلمة العدة بالعذاب وأنهم لا يؤمنون تعليل أي لأنهم لا يؤمنون
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٣٣


الصفحة التالية
Icon