المذكور عليه والفاء داخلة لمعنى الشرط كأنه قيل إن فرحوا بشيء فليخصوهما بالفرح أو بفضل الله وبرحمته فليعتنوا فبذلك فليفرحوا وهما كتاب الله والإسلام في الحديث " من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقه كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه " وقرأ الآية ﴿ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس : ٥٨] وبالتاء شامي، فلتفرحوا يعقوب
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٤٠
﴿ قُلْ أَرَءَيْتُمْ ﴾ [يونس : ٥٠] أخبروني ﴿ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ ﴾ [يونس : ٥٩] ما منصوب بأنزل أو بأرأيتم أي أخبرونيه ﴿ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَـالا ﴾ [يونس : ٥٩] فبعضتموه وقلتم هذا حلال وهذا حرام كقوله ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا نعم الأرزاق تخرج من الأرض ولكن لما نيطت أسبابها بالسماء نحو المطر الذي به تنبت الأرض النبات والشمس التي بها النضج وينع الثمار أضيف إنزالها إلى السماء ﴿ قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ﴾ [يونس : ٢١-٥٩] متعلق بأرأيتم وقل تكرير للتوكيد والمعنى أخبروني الله أذن لكم في التحليل والتحريم فأنتم تفعلون ذلك بإذنه ﴿ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾ [يونس : ٥٩] أم أنتم تكذبون على الله في نسبة ذلك إليه أو الهمزة للإنكار وأم منقطعة بمعنى بل أتفترون على الله تقريراً للإفتراء والآية زاجرة عن التجوز فيما يسأل من الأحكام وباعثة على وجوب الاحتياط فيه وأن لا يقول أحد في شيء جائز أو غير جائز إلا بعد إيقان وإتقان وإلا فهو مفتر على الديان ﴿ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ [يونس : ٦٠] ينسبون ذلك إليه ﴿ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ ﴾ [القيامة : ٦] منصوب بالظن وهو ظن واقع فيه أي أي شيء ظن المفترين في ذلك اليوم ما يصنع بهم وهو يوم الجزاء بالإحسان والإساءة هو وعيد عظيم حيث أبهم أمره ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة : ٢٤٣] حيث أنعم عليهم بالعقل ورحمهم بالوحي وتعليم الحلال
٢٤١
والحرام ﴿ وَلَـاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ﴾ [يونس : ٦٠] هذه النعمة ولا يتبعون ما هدوا إليه
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٤١
﴿ وَمَا تَكُونُ فِى شَأْنٍ ﴾ [يونس : ٦١] ما نافية والخطاب للنيي صلى الله عليه وسلّم والشأن الأمر ﴿ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ ﴾ [يونس : ٦١] من التنزيل كأنه قيل وما تتلو من التنزيل ﴿ مِن قُرْءَانٍ ﴾ [يونس : ٦١] لأن كل جزء منه قرآن والإضمار قبل الذكر تفخيم له أو من الله عز وجل ﴿ وَلا تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس : ٦١] أنتم جميعاً ﴿ مِنْ عَمَلٍ ﴾ [يونس : ٦١] أي عمل ﴿ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا ﴾ [يونس : ٦١] شاهدين رقباء.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٤٢
نحصي عليكم ﴿ إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس : ٦١] تخوضون من أفاض في الأمر إذا اندفع فيه ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ ﴾ [يونس : ٦١] وما يبعد وما يغيب وبكسر الزاي على حيث كان ﴿ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ ﴾ [يونس : ٦١] وزن نملة صغيرة ﴿ فِي الارْضِ وَلا فِى السَّمَآءِ * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الارْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ ﴾ [آل عمران : ٥، ٦] رفعهما حمزة على الابتداء والخبر ﴿ إِلا فِى كِتَـابٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأنعام : ٥٩] يعني اللوح المحفوظ ونصبهما غيره على نفي الجنس وقدمت الأرض على السماء هنا وفي سبأ قدمت السماوات لأن العطف بالواو وحكمه حكم التثنية ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ ﴾ [يونس : ٦٢] هم الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة أو هم الذين تولى الله هداهم بالبرهان الذي آتاهم فتولوا القيام بحقه والرحمة لخلقه أو هم المتحابون في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها أوهم المؤمنون المتقون بدليل الآية الثانية ﴿ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ [يونس : ٦٢] إذا خاف الناس ﴿ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة : ٣٨] إذا حزن الناس ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [محمد : ٣] منصوب بإضمار أعني أو لأنه صفة لأولياء أو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين آمنوا ﴿ وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس : ٦٣] الشرك والمعاصي ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَواةِ ﴾ ما بشر الله به المؤمنين المتقين في غير موضع من كتابه وعن النبي صلى الله عليه وسلّم :" هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له "
٢٤٢


الصفحة التالية
Icon