﴿ مَتَـاعٌ فِى الدُّنْيَا ﴾ [يونس : ٧٠] أي افتراؤهم هذا منفعة قليلة في الدنيا حيث يقيمون به رياستهم في الكفر ومناصبة النبي صلى الله عليه وسلّم بالتظاهر به ﴿ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ ﴾ [يونس : ٧٠]
﴿ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾ [الأنعام : ٧٠] بكفرهم ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ ﴾ [الشعراء : ٦٩] واقرأ عليهم ﴿ نَبَأَ نُوحٍ ﴾ [يونس : ٧١] خبره مع قومه والوقف عليه لازم إذا لو وصل لصار إذ ظرفا لقوله واتل بل التقدير واذكر ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَـاقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم ﴾ عظم ويقل كقوله ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَـاشِعِينَ ﴾ [البقرة : ٤٥] ﴿ مَّقَامِى ﴾ مكاني يعني نفسه كقوله ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن : ٤٦] أي خاف ربه أوقيامي ومكثي بين أظهركم ألف سنة إلا خمسين عاماً أو مقامي ﴿ وَتَذْكِيرِى بِـاَايَـاتِ اللَّهِ ﴾ [يونس : ٧١] هم كانوا إذا وعظوا الجماعة قاموا على أرجلهم يعظونهم ليكون مكانهم بينًا وكلامهم مسموعاً ﴿ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ ﴾ [يونس : ٧١] أي فوضت أمري إليه ﴿ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ ﴾ [يونس : ٧١] من أجمع الأمر إذا نواه وعزم عليه ﴿ وَشُرَكَآءَكُمْ ﴾ الواو بمعنى مع أي فأجمعوا أمركم مع شركائكم ﴿ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٤٥
يونس : ٧١] أي غما عليكم وهما والغم والغمة كالكرب والكربة أو ملتبساً في خفية والغمة السترة من غمه إذا ستره ومنه الحديث " لاغمة في فرائض الله " أي لا تستر ولكن يجاهر بها والمعنى ولا يكن قصدكم إلى إهلاكي مستوراً عليكم ولكن مكشوفاً مشهوراً تجاهرونني به ﴿ ثُمَّ اقْضُوا إِلَىَّ ﴾ [يونس : ٧١] ذلك الأمر الذي تريدون بي أي أدوا إلى ما هو حق عندكم من هلاكي كما يقضي الرجل غريمه أو أصنعوا ما أمكنكم ﴿ وَلا تُنظِرُونِ ﴾ [يونس : ٧١] ولا تمهلوني ﴿ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ ﴾ [المائدة : ٩٢] فإن أعرضتم عن تذكيري ونصحي
٢٤٥
﴿ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ﴾ [يونس : ٧٢] فأوجب الولي أو فما سألتكم من أجر ففاتني ذلك بتوليكم ﴿ إِنْ أَجْرِىَ إِلا عَلَى اللَّهِ ﴾ [يونس : ٧٢] وهو الثواب الذي يثيبني به في الآخرة أي ما نصحتكم إلا الله لا لغرض من أغراض الدنيا وفيه دلالة منع أخذ الأجر على تعليم القرآن والعلم الديني ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس : ٧٢] من المستسلمين لأوامره ونواهيه إن أجري بالفتح مدني وشامي وأبو عمرو وحفص
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٤٥