﴿ وَكَذَالِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ ﴾ [الأنعام : ٥٣] ومثل ذلك الفتن العظيم ابتليتا الأغنياء بالفقراء ﴿ لِّيَقُولُوا ﴾ أي الأغنياء ﴿ أَهَـاؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ ﴾ [الأنعام : ٥٣] أي أنعم الله عليهم بالأيمان ونحن المقدمون والرؤساء وهم الفقراء إنكاراً لأن يكون أمثالهم على الحق وممنوناً عليهم من بينهم بالخير ونحوه ﴿ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ ﴾ [الأحقاف : ١١] (الأحقاف : ١١) ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّـاكِرِينَ ﴾ [الأنعام : ٥٣] بمن يشكر نعمته.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٨
﴿ وَإِذَا جَآءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِـاَايَـاتِنَا فَقُلْ سَلَـامٌ عَلَيْكُمْ ﴾ إما أن يكون أمراً بتبليغ سلام الله إليهم، وإما أن يكون أمراً بأن يبدأ هم بالسلام إكراماً لهم وتطييباً لقلوبهم.
وكذا قوله ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام : ٥٤] من جملة ما يقول لهم ليبشرهم بسعة رحمة الله وقبوله التوبة منهم ومعناه وعدكم بالرحمة وعداً مؤكداً ﴿ أَنَّهُ ﴾ الضمير للشأن ﴿ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُواءَا ﴾ [الأنعام : ٥٤] ذنباً ﴿ بِجَهَـالَةٍ ﴾ في موضع الحال أي عمله وهو جاهل بما يتعلق به من المضرة، أو جعل جاهلاً لإيثاره المعصية على الطاعة ﴿ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ ﴾ [الأنعام : ٥٤] من بعد السوء أو العمل ﴿ وَأَصْلَحَ ﴾ أخلص توبته ﴿ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأنعام : ٥٤] ﴿ أَنَّهُ ﴾ ﴿ فَإِنَّهُ ﴾ شامي وعاصم.
الأول بدل الرحمة، والثاني خبر مبتدأ محذوف أي فشأنه أنه غفور رحيم.
﴿ أَنَّهُ ﴾ ﴿ فَإِنَّهُ ﴾ مدني الأول بدل الرحمة، والثاني مبتدأ.
﴿ أَنَّهُ ﴾ ﴿ فَإِنَّهُ ﴾ غيرهم على الاستئناف كأن الرحمة استفرت فقيل : إنه من عمل منكم ﴿ كَذَالِكَ نُفَصِّلُ الايَـاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ وبالياء : حمزة وعلي وأبو بكر ﴿ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَكَذَالِكَ نُفَصِّلُ الايَـاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام : ٥٥] بالنصب : مدني.
غيره : بالرفع.
فرفع السبيل مع التاء والياء لأنها تذكر وتؤنث، ونصب السبيل مع التاء على خطاب الرسول صلى الله عليه وسلّم يقال استبان الأمر وتبين واستبنته وتبينته، والمعنى ومثل ذلك التفصيل البين نفصل آيات القرآن ونلخصها في صفة أحوال المجرمين من هو مطبوع على قلبه ومن يرجى إسلامه ولتستوضح سبيلهم فتعامل كلاً منهم بما يجب أن يعامل به فصلنا ذلك التفصيل.
٢٢
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٨
﴿ قُلْ إِنِّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام : ٥٦] أي صرفت وزجرت بأدلة العقل والسمع عن عبادة ما تعبدون من دون الله ﴿ قُل لا أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٣


الصفحة التالية
Icon