﴿ الصَّـالِحَـاتِ قُل لا أَسْـاَلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ على تبليغ الرسالة لأنه مدلول قوله إني لكم نذير ﴿ مَالا ﴾ أجراً يثقل عليكم إن أديتم أو عليّ أن أبيتم ﴿ إِنْ أَجْرِىَ ﴾ [هود : ٥١] مدني وشامي وأبو عمرو وحفص ﴿ إِلا عَلَى اللَّهِ وَمَآ أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [هود : ٢٩] جواب لهم حين سألوا طردهم ليؤمنوا به أنفة من المجالسة معهم ﴿ أَنَّهُم مُّلَـاقُوا رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة : ٤٦] فيشكونني إليه إن طردتهم ﴿ وَلَـاكِنِّى أَرَاـاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴾ [هود : ٢٩] تتسافهون على المؤمنين وتدعونهم أراذل أو تجهلون لقاء ربكم أو أنهم خير منكم ﴿ وَيَـاقَوْمِ مَن يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ ﴾ [هود : ٣٠] من يمنعني من انتقامه ﴿ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ﴾ [هود : ٣٠] تتعظون ﴿ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآ ـاِنُ اللَّهِ ﴾ [هود : ٣١] فأدعى فضلاً عليكم بالغني حتى تجحدوا فضلى بقولكم وما نرى لكم علينا من فضل ﴿ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾ [الأنعام : ٥٠] حتى أطلع على ما في نفوس أتباعي وضمائر قلوبهم وهو معطوف على عندي خزائن الله أي لا أقول عندي خزائن الله ولا أقول أنا أعلم الغيب ﴿ وَلا أَقُولُ إِنِّى مَلَكٌ ﴾ [هود : ٣١] حتى تقولوا إلى ما أنت إلا بشر مثلنا ﴿ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ ﴾ [هود : ٣١] ولا أحكم على من استرذلتم من المؤمنين لفقرهم ﴿ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ﴾ [هود : ٣١] في الدنيا والآخرة لهوانه عليه مساعدة لكم ونزولاً على هواكم ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِى أَنفُسِهِمْ ﴾ [هود : ٣١] من صدق الاعتقاد وإنما على قبول ظاهر إقرارهم إذ لا أطلع على خفي أسرارهم ﴿ إِنِّى إِذًا لَّمِنَ الظَّـالِمِينَ ﴾ [هود : ٣١] إن قلت شيئاً من ذلك.
والازدراء افتعال من زري عليه إذا عابه وأصله تزترى فأبدلت التاء دالاً ﴿ قَالُوا يَـانُوحُ قَدْ جَـادَلْتَنَا ﴾ خاصمتنا ﴿ فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ [هود : ٣٢] من العذاب ﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصَّـادِقِينَ ﴾ [الأعراف : ٧٠] في وعيدك
٢٦٧
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٦٧
﴿ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَآءَ ﴾ [هود : ٣٣] أي ليس الإتيان بالعذاب إليّ وإنما هو إلى من كفرتم به ﴿ وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴾ [الأنعام : ١٣٤] أي لم تقدروا على الهرب منه ﴿ وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِى ﴾ [هود : ٣٤] هو إعلام موضع الغي ليتقى والرشد ليقتفى ولكني إني نصحَي مدني وأبو عمرو ﴿ إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ﴾ [هود : ٣٤] أي يضلكم وهذا شرط دخل على شرط فيكون الثاني مقدماً في الحكم لما عرف.
تقديره إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم وهو دليل بين لنا في إرادة المعاصي ﴿ هُوَ رَبُّكُمْ ﴾ [هود : ٣٤] فيتصرف فيكم على قضية إرادته ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة : ٢٤٥] فيجازيكم على أعمالكم ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاـاهُ ﴾ [السجدة : ٣] بل أيقولون افتراه ﴿ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى ﴾ [هود : ٣٥] أي إن صح أني افتريته فعلي عقوبة إجرامي أي افترائي يقال أجرم الرجل إذا أذنب ﴿ وَأَنَا بَرِى ءٌ ﴾ [هود : ٣٥] أي ولم يثبت ذلك وأنا بريء منه ومعنى ﴿ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴾ [هود : ٣٥] من إجرامكم في إسناد الافتراء إلى فلا وجه لإعراضكم ومعاداتكم ﴿ وَأُوحِىَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلا مَن قَدْ ءَامَنَ ﴾ [هود : ٣٦]
إقناط من إيمانهم وأنه غير متوقع وفيه دليل على أن للإيمان حكم التجدد كأنه قال إن الذي آمن يؤمن في حادث الوقت وعلى ذلك يخرج الزيادة التي ذكرت في الإيمان بالقرآن ﴿ فَلا تَبْتَـاـاِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [هود : ٣٦] فلا تحزن حزن بائس مستكين والابتئاس افتعال من البؤس وهو الحزن والفقر والمعنى فلا تحزن بما فعلوه من تكذيبك وإيذائك فقد حان وقت الانتقام من أعدائك
٢٦٨
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٦٨


الصفحة التالية
Icon