قوله ﴿ وَإِلَـاهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَاهِ مَ وَإِسْمَـاعِيلَ وَإِسْحَـاقَ ﴾ [البقرة : ١٣٣] ومعنى دخولهم عليه قبل دخولهم مصر أنه حين استقبلهم أنزلهم في مضرب خيمة أو قصر كان له ثمة فدخلوا عليه وضم إليه أبويه ﴿ وَقَالَ ﴾ لهم بعد ذلك ﴿ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَآءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ ﴾ [يوسف : ٩٩] من ملوكها وكانوا لا يدخلونها إلا بجواز أو من القحط وروي أنه لما لقيه قال يعقوب عليه السلام : السلام عليك يا مذهب الأحزان وقال له يوسف يا أبت بكيت على حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة تجمعنا فقال بلى ولكن خشيت أن يسلب دينك فيحال بيني وبينك وقيل إن يعقوب وولده دخلوا مصر وهم اثنان وسبعون ما بين رجال ونساء وخرجوا منها مع موسى ومقاتلتهم ستمائة ألف وخمسمائة وبضعة وسبعون رجلاً سوى الذرية والهرمى وكانت الذرية ألف ألف ومائتي ألف
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٤٠
﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ﴾ [يوسف : ١٠٠] قيل لما دخلوا مصر وجلس في مجلسه مستوياً على سريره واجتمعوا إليه أكرم أبويه فرفعهما على السرير وخروا له يعني الإخوة الأحد عشر والأبوين سجداً وكانت السجدة عندهم جارية مجرى التحية والتكرمة كالقيام والمصافحة وتقبيل اليد وقال الزجاج سنة التعظيم في ذلك الوقت أن يسجد للمعظم وقيل ما كانت لا انحناء دون تعفير الجباه وخرورهم سجداً يأباه وقيل وخروا لأجل يوسف سجداً لله شكراً وفيه نبوة أيضاً واختلف في استنبائهم ﴿ وَقَالَ يَـا أَبَتِ هَـاذَا تَأْوِيلُ رُءْيَـاىَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا ﴾ أي الرؤيا ﴿ رَبِّى حَقًّا ﴾ [الكهف : ٩٨] أي صادقة وكان بين الرؤيا وبين التأويل أربعين سنة أو ثمانون أو ست وثلاثون أو ثنتان وعشرون ﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بِى ﴾ [يوسف : ١٠٠] يقال أحسن إليه وبه وكذلك أساء إليه وبه ﴿ إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ ﴾ [يوسف : ١٠٠] ولم يذكر الجب لقوله لا تثريب عليكم اليوم ﴿ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ ﴾ [يوسف : ١٠٠] من البادية لأنهم كانوا أصحاب مواش ينتقلون في المياه والمناجع ﴿ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَـانُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِى ﴾ [يوسف : ١٠٠] أي أفسد بيننا وأغرى ﴿ إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ ﴾ [يوسف : ١٠٠] أي لطيف التدبير ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف : ٨٣] بتأخير الآمال إلى الآجال أو حكم بالائتلاف بعد الاختلاف
٣٤١
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٤١