﴿ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَـاشِيَةٌ ﴾ [يوسف : ١٠٧] عقوبة تغشاهم وتشملهم ﴿ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ ﴾ [يوسف : ١٠٧] القيامة ﴿ بَغْتَةً ﴾ حال أي فجأة ﴿ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأعراف : ٩٥] بإتيانها ﴿ قُلْ هَـاذِهِ سَبِيلِى ﴾ [يوسف : ١٠٨] هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان والتوحيد سبيلي والسبيل والطريق يذكران ويؤنثان ثم فسر سبيله بقوله ﴿ أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾ أي أدعو إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء ﴿ أَنَا ﴾ تأكيد للمستتر في أدعو ﴿ وَمَنِ اتَّبَعَنِى ﴾ [يوسف : ١٠٨] عطف عليه أي أدعو إلى سبيل الله أنا ويدعو إليه من اتبعني أو أنا مبتدأ وعلى بصيرة خبر مقدم ومن اتبعني عطف على أنا يخبر ابتداء بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان لا على هوى ﴿ وَسُبْحَـانَ اللَّهِ ﴾ [النمل : ٨] وأنزهه عن الشركاء ﴿ وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام : ٧٩] مع الله غيره ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلا رِجَالا ﴾ [يوسف : ١٠٩] لا ملائكة لأنهم كانوا يقولون لو شاء ربنا لأنزل ملائكة أو ليست فيهم امرأة ﴿ نُّوحِى ﴾ بالنون حفص ﴿ إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى ﴾ [يوسف : ١٠٩] لأنهم أعلم وأحلم وأهل البوادي فيهم الجهل والجفاء ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الارْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَـاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الاخِرَةِ ﴾ [يوسف : ١٠٩] أي ولدار الساعة الآخرة ﴿ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ [يوسف : ١٠٩] الشرك وآمنوا به ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة : ٤٤] وبالياء مكي وأبو عمرو وحمزة وعلي
٣٤٤
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٤٤
﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْـاَسَ الرُّسُلُ ﴾ [يوسف : ١١٠] يئسوا من إيمان القوم ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ [يوسف : ١١٠] كذَّبوا وأيقن الرسل أن قومهم كذبوهم وبالتخفيف كوفي أي وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا أي أخلفوا أو وظن المرسل إليهم كذبوا من جهة الرسل أي كذبتهم الرسل في أنهم ينصرون عليهم ولم يصدقوهم فيه ﴿ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [يوسف : ١١٠] للأنبياء والمؤمنين بهم فجأة من غير احتساب ﴿ فَنُجِّىَ ﴾ بنونٍ واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء شامي وعاصم على لفظ الماضي المبني للمفعول والقائم مقام الفاعل من الباقون فننجى بنونين ثانيتهما ساكنة مخفاة للجيم بعدها وإسكان الياء ﴿ مَّن نَّشَآءُ ﴾ [الأنعام : ٨٣] أي النبي ومن آمن به ﴿ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا ﴾ [يوسف : ١١٠] عذابنا ﴿ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام : ١٤٧] الكافرين ﴿ لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ ﴾ [يوسف : ١١١] أي في قصص الأنبياء وأممهم أو في قصة يوسف وإخوته ﴿ عِبْرَةٌ لاوْلِى الالْبَـابِ ﴾ [يوسف : ١١١] حيث نقل من غاية الحب، إلى غيابة الجب، ومن الحصير، إلى السرير، فصارت عاقبة الصبر سلامة وكرامة، ونهاية المكر وخامة وندامة ﴿ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ﴾ [يوسف : ١١١] ما كان القرآن حديثاً مفترى كما زعم الكفار ﴿ وَلَـاكِن تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [يونس : ٣٧] ولكن تصديق الكتب التي تقدمته ﴿ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ ﴾ [يوسف : ١١١] يحتاج إليه في الدين لأنه القانون الذي تستند إليه السنة والإجماع والقياس ﴿ وَهُدًى ﴾ من الضلال ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ من العذاب ﴿ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : ٩٩] بالله وأنبيائه وما نصب بعد لكن معطوف على خبر كان * عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم " علموا أرقاءكم سورة يوسف فأيما عبد تلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلماً " قال الشيخ أبو منصور رحمه الله في ذكر قصة يوسف عليه السلام وإخوته تصبير لرسول الله صلى الله عليه وسلّم على أذى قريش كأنه يقول إن إخوة يوسف مع موافقتهم إياه في الدين ومع الأخوّة عملوا بيوسف ما عملوا من الكيد والمكر وصبر على ذلك
٣٤٥
فأنت مع مخالفتهم إياك في الدين أحرى أن تصبر على أذاهم وقال وهب : إن الله تعالى لم ينزل كتاباً إلا وفيه سورة يوسف عليه السلام تامة كما هي في القرآن.
٣٤٦
سورة الرعد
مكية، وهي ثلاث وأربعون آية كوفي، وخمس وأربعون آية شامي

بسم الله الرحمن الرحيم



الصفحة التالية
Icon