ينجي بعضنا بعضاً من عذاب الله ولا يغيثه والإصراخ الإغاثة بمصرخيِّ حمزة اتباعاً للخاء غيره بفتح الياء لئلا تجتمع الكسرة والياءان بعد كسرتين وهو جمع مصرخ فالياء الأولى يا الجمع والثانية ضمير المتكلم
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٧٣
﴿ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ ﴾ [إبراهيم : ٢٢] وبالياء بصري وما مصدرية ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ [يوسف : ٦] متعلق بأشركتموني أي كفرت اليوم بإشراككم إياي مع الله من قبل هذا اليوم أي في الدنيا كقوله ويوم القيامة يكفرون بشرككم ومعنى كفره بإشراكهم إياه تبرؤه منه واستنكاره له كقوله :﴿ إِنَّا بُرَءَاؤُا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ ﴾ أو من قبل متعلق بكفرت وما موصولة أي كفرت من قبل حين أبيت السجود لآدم بالذي أشركتمونيه وهو الله عز وجل تقول : أشركني فلان أي جعلني له شريكاً ومعنى إشراكهم الشيطان بالله طاعتهم له فيما كان يزينه لهم من عبادة الأوثان وهذا آخر قول الشيطان وقوله :﴿ إِنَّ الظَّـالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم : ٢٢] قول الله عز وجل وقيل هو من تمام إبليس وإنما حكى الله عز وجل ما سيقوله في ذلك الوقت ليكون لطفاً للسامعين
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٧٣
﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـالِحَـاتِ جَنَّـاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا ﴾ [إبراهيم : ٢٣] عطف على برزوا ﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ﴾ [إبراهيم : ٢٣] متعلق بأدخل أي أدخلتهم الملائكة الجنة بإذن الله وأمره ﴿ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَـامٌ ﴾ [إبراهيم : ٢٣] هو تسليم بعضهم على بعض في الجنة أو تسليم الملائكة عليهم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا ﴾ [إبراهيم : ٢٤] أي وصفه وبينه ﴿ كَلِمَةً طَيِّبَةً ﴾ [إبراهيم : ٢٤] نصب بمضمر أي جعل كلمة طيبة ﴿ كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ ﴾ [إبراهيم : ٢٤] وهو تفسر لقوله : ضرب الله مثلاً نحو شرف الأمي زيداً كساه حلة وحمله على فرس أو انتصب مثلاً وكلمة بضرب أي ضرب كلمة طيبة مثلاً يعني جعلها مثلاً ثم قال كشجرة طيبة على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هي كشجرة طيبة ﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ﴾ [إبراهيم : ٢٤] أي في الأرض ضارب بعروقه فيها ﴿ وَفَرْعُهَا ﴾ وأعلاها ورأسها ﴿ فِى السَّمَآءِ ﴾ [آل عمران : ٥] والكلمة الطيبة كلمة التوحيد
٣٧٤
أصلها تصديق بالجنان وفرعها إقرار باللسان وأكلها عمل الأركان وكما أن الشجرة شجرة وإن لم تكن حاملاً فالمؤمن مؤمن وإن لم يكن عاملاً ولكن الأشجار لا تراد إلا للثمار فما أقوات النار إلا من الأشجار إذا اعتادت الإخفار في عهد الأثمار والشجرة كل شجرة مثمرة طيبة الثمار كالنخلة وشجرة التين ونحو ذلك والجمهور على أنها النخلة فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذات يوم :" إن الله تعالى ضرب مثل المؤمن شجرة فأخبروني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي وكنت صبياً فوقع في قلبي أنها النخلة فهبت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن أقولها وأنا أصغر القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :" ألا إنها النخلة " فقال عمر : يا بني لو كنت قلتها لكانت أحب إلي من حمر النعم
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٧٤


الصفحة التالية
Icon