﴿ اللَّهِ ﴾ مبتدأ ﴿ الَّذِى خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضَ ﴾ [الأنعام : ٧٣] خبره ﴿ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً ﴾ [البقرة : ٢٢] من السحاب مطراً ﴿ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ﴾ [البقرة : ٢٢] من الثمرات بيان للرزق أي أخرج به رزقاً هو ثمرات أو من الثمرات مفعول أخرج ورزقاً حال من المفعول ﴿ دَآ ـاِبَيْنِ ﴾ دائمين وهو حال من الشمس والقمر أي يدأبان في سيرهما وإنارتهما ودرئهما الظلمات وإصلاحهما ما يصلحان من الأرض والأبدان والنبات ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ [إبراهيم : ٣٣] يتعاقبان خلفة لمعاشكم وسباتكم ﴿ وَءَاتَـاـاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ﴾ [إبراهيم : ٣٤] من للتبعيض أي آتاكم بعض جميع ما سألتموه أو وآتاكم من كل شيء سألتموه وما لم تسألوه فما موصولة والجملة صفة لها وحذفت الجملة الثانية لأن الباقي يدل على المحذوف كقوله سرابيل تقيكم الحر.
من كلٍّ عن أبي عمرو وما سألتموه نفي ومحله النصب على الحال أي آتاكم من جميع ذلك غير سائليه أو ما موصولة أي وآتاكم من كل ذلك ما
٣٧٧
احتجتم إليه فكأنكم سألتموه أو طلبتموه بلسان الحال ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَآ ﴾ [إبراهيم : ٣٤] لا تطيقوا عدها وبلوغ آخرها هذا إذا أرادوا أن يعدوها على الإجمال وأما التفصيل فلا يعلمه إلا الله ﴿ إِنَّ الانسَـانَ لَظَلُومٌ ﴾ [إبراهيم : ٣٤] بظلم النعمة بإغفال شكرها ﴿ كَفَّارٌ ﴾ شديد الكفران لها أو ظلوم في الشدة يشكو ويجزع كفار في النعمة يجمع ويمنع والإنسان للجنس فيتناول الإخبار بالظلم والكفران من يوجدان منه
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٧٧
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِ مُ ﴾ [البقرة : ١٢٦] واذكر إذ قال إبراهيم ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَـاذَا الْبَلَدَ ﴾ [إبراهيم : ٣٥] أي البلد الحرام ﴿ مِنْ ﴾ ذا أمن والفرق بين هذه وبين ما في البقرة أنه قد سأل فيها أن يجعله من جملة البلدان التي يأمن أهلها وفي الثاني أن يخرجه من صفة الخوف إلى الأمن كأنه قال هو بلد مخوف فاجعله آمناً ﴿ وَاجْنُبْنِى ﴾ وبعدني أي ثبتني وأدمني على اجتناب عبادتها كما قال واجعلنا مسلمين لك أي ثبتنا على الإسلام ﴿ وَبَنِىَّ ﴾ أراد بنيه من صلبه ﴿ أَن نَّعْبُدَ الاصْنَامَ ﴾ [إبراهيم : ٣٥] من أن نعبد الأصنام ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ﴾ [إبراهيم : ٣٦] جعلن مضلات على طريق التسبيب لأن الناس ضلوا بسببهن فكأنهم أضللنهم ﴿ فَمَن تَبِعَنِى ﴾ [إبراهيم : ٣٦] على ملتي وكان حنيفاً مسلماً مثلي ﴿ فَإِنَّهُ مِنِّى ﴾ [البقرة : ٢٤٩] أي هو بعضي لفرط اختصاصه بي ﴿ وَمَنْ عَصَانِى ﴾ [إبراهيم : ٣٦] فيما دون الشرك ﴿ فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [إبراهيم : ٣٦] أو ومن عصاني عصيان شرك فإنك غفور رحيم إن تاب وآمن ﴿ رَّبَّنَآ إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى ﴾ [إبراهيم : ٣٧] بعض أولادي وهم إسمعيل ومن ولد منه ﴿ بِوَادٍ ﴾ هو واد مكة ﴿ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ ﴾ [إبراهيم : ٣٧] لا يكون فيه شيء من زرع قط ﴿ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٧٨
إبراهيم : ٣٧] هو بيت الله سمي به لأن الله تعالى حرم التعرض له والتهاون به وجعل ما حوله حرماً لمكانه أولأنه لم يزل ممنعاً يهابه كل جبار أو لأنه محترم عظيم الحرمة لا يحل انتهاكها أو لأنه حرم على الطوفان أي منع منه كما سمي عتيقاً لأنه أعتق منه ﴿ رَّبَّنَآ إِنِّى أَسْكَنتُ ﴾ [إبراهيم : ٣٧] اللام متعلقة بأسكنت أي ما أسكنتهم بهذا الوادي البلقع إلا
٣٧٨


الصفحة التالية
Icon