جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٥
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [الأنعام : ٢١] هو مالك بن الصيف ﴿ أَوْ قَالَ أُوحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْءٌ ﴾ [الأنعام : ٩٣] هو مسيلمة الكذاب ﴿ وَمَن قَالَ ﴾ [الأنعام : ٩٣] في موضع جر عطف على ﴿ مَنِ افْتَرَى ﴾ [طه : ٦١] أي وممن قال ﴿ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ ﴾ [الأنعام : ٩٣] أي سأقول وأملي هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح كاتب الوحي، وقد أملى النبي عليه السلام عليه ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الانسَـانَ ﴾ [المؤمنون : ١٢] إلى ﴿ خَلْقًا ءَاخَرَ ﴾ [المؤمنون : ١٤] (المؤمنون : ٤١) فجرى على لسانه ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَـالِقِينَ ﴾ [المؤمنون : ١٤] (المؤمنون : ٤١).
فقال عليه السلام :" اكتبها فكذلك نزلت " فشك وقال : إن كان محمد صادقاً فقد أوحي إلي كما أوحي إليه، وإن كان كاذباً فقد قلت كما قال، فارتد ولحق بمكة.
أو النضر بن الحرث كان يقول : والطاحنات طحناً فالعاجنات عجناً فالخابزات خبزاً كأنه يعارض ﴿ وَلَوْ تَرَى ﴾ [الأنعام : ٩٣] جوابه محذوف أي لرأيت أمراً عظيماً ﴿ إِذِ الظَّـالِمُونَ ﴾ [الأنعام : ٩٣] يريد الذين ذكرهم من اليهود
٣٥
والمتنبئة فتكون اللام للعهد، ويجوز أن تكون للجنس فيدخل هؤلاء لاشتماله ﴿ فِى غَمْرَتِهِمْ حَتَّى ﴾ شدائده وسكراته ﴿ وَالْمَلَـائكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ﴾ [الأنعام : ٩٣] أي يبسطون إليهم أيديهم يقولون : هاتوا أرواحكم أخرجوها إلينا من أجسادكم، وهذه عبارة عن التشديد في الإزهاق من غير تنفيس وإمهال ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾ [الأنعام : ٩٣] أرادوا وقت الإماتة وما يعذبون به من شدة النزع.
والهون : الهوان الشديد وإضافة العذاب إليه كقولك " رجل سوء " يريد العراقة في الهوان والتمكن فيه ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ [الأنعام : ٩٣] من أن له شريكاً وصاحبة وولداً.
و ﴿ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٥
آل عمران : ١٥٤] مفعول ﴿ تَقُولُونَ ﴾ أو وصف لمصدر محذوف أي قولاً غير الحق ﴿ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَـاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام : ٩٣] فلا تؤمنون بها ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا ﴾ [الأنعام : ٩٤] للحساب والجزاء منفردين بلا مال ولا معين وهو جمع فريد كأسير وأسارى ﴿ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَـاكُمْ ﴾ [الكهف : ٤٨] في محل النصب صفة لمصدر ﴿ جِئْتُمُونَا ﴾ أي مجيئاً مثل ما خلقناكم ﴿ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [التوبة : ١٣] على الهيئات التي ولدتم عليها في الانفراد ﴿ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَـاكُمْ ﴾ [الأنعام : ٩٤] ملكناكم ﴿ وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ ﴾ [الأنعام : ٩٤] ولم تحتملوا منه نقيراً ﴿ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ ﴾ في استعبادكم ﴿ شُرَكَـاؤُا لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ﴾ [الأنعام : ٩٤] بينكم وصلكم عن الزجاج والبين : الوصل والهجر قال :
فوالله لولا البين لم يكن الهوى
ولولا الهوى ما حن للبين الف
﴿ بَيْنِكُمْ ﴾ مدني وعلي وحفص أي وقع التقطع بينكم ﴿ وَضَلَّ عَنكُم ﴾ [الأنعام : ٩٤] وضاع وبطل ﴿ مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [الأنعام : ٩٤] أنها شفعاؤكم عند الله.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٥
﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ [الأنعام : ٩٥] بالنبات والشجر أي فلق الحب عن السنبلة والنواة عن النخلة، والفلق : الشق، وعن مجاهد : أراد الشقين اللذين في النواة والحنطة
٣٦