بأرسلنا أو بمجرمين وإلا امرأته متعلق بمنجوهم فكيف يكون استثناء من استثناء.
لمنجوهم بالتخفيف حمزة وعلى ﴿ قَدَّرْنَآ ﴾ وبالتخفيف أبو بكر ﴿ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَـابِرِينَ ﴾ [الحجر : ٦٠] الباقين في العذاب قيل لو لم تكن اللام في خبرها لوجب فتح إن لأنه مع اسمه وخبره مفعول قدرنا ولكنه كقوله ﴿ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ﴾ [الصافات : ١٥٨] وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم ولم يقولوا قدر الله لقربهم كما يقول خاصة الملك أمرنا بكذا والآمر هو الملك.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٩٥
﴿ مُّنكَرُونَ ﴾ أي لا أعرفكم أي ليس عليكم زي السفر ولا أنتم من أهل الحضر فأخاف أن تطرقوني بشر ﴿ قَالُوا بَلْ جِئْنَـاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴾ [الحجر : ٦٣] أي ما جئناك بما تنكرنا لأجله بل جئناك بما فيه سرورك وتشفيك من أعدائك وهو العذاب الذي كنت تتوعدهم بنزوله فيمترون فيه أي يشكون ويكذبونك ﴿ وَأتَيْنَـاكَ بِالْحَقِّ ﴾ [الحجر : ٦٤] باليقين من عذاب ﴿ وَإِنَّا لَصَـادِقُونَ ﴾ [الأنعام : ١٤٦] في الإخبار بنزوله بهم ﴿ قَالُوا يَـالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ ﴾ [هود : ٨١] في آخر الليل أو بعد ما يمضي شيء صالح من الليل ﴿ وَاتَّبِعْ أَدْبَـارَهُمْ ﴾ [الحجر : ٦٥] وسر خلفهم لتكون مطلعاً عليهم وعلى أحوالهم ﴿ وَلا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ ﴾ [هود : ٨١] لئلا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فيرقوا لهم أو جعل النهي عن الالتفات كناية عن مواصلة السير وترك التواني والتوقف لأن من يلتفت لا بد له من ذلك من أدنى وقفة ﴿ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴾ [الحجر : ٦٥] حيث أمركم الله بالمضي إليه وهو الشام أو مصر ﴿ وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَالِكَ الامْرَ ﴾ [الحجر : ٦٦] عدى قضينا بإلى لأنه ضمن معنى أوحينا
٣٩٦
كأنه قيل وأوحينا إليه مقضياً مبتوتاً وفسر ذلك الأمر بقوله ﴿ أَنَّ دَابِرَ هؤلاء مَقْطُوعٌ ﴾ [الحجر : ٦٦] وفي إبهامه وتفسيره تفخيم للأمر ودابرهم آخرهم أي يستأصلون عن آخر حتى لا يبقى منهم أحد ﴿ مُّصْبِحِينَ ﴾ وقت دخولهم في الصبح وهو حال من هؤلاء
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٩٦
﴿ وَجَآءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ﴾ [الحجر : ٦٧] سدوم التي ضرب بقاضيها المثل في الجور ﴿ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ بالملائكة طمعاً منهم في ركوب الفاحشة ﴿ قَالَ ﴾ لوط ﴿ إِنَّ هؤلاء ضَيْفِى فَلا تَفْضَحُونِ ﴾ [الحجر : ٦٨] بفضيحة ضيفي لأن من أساء إلى ضيفي فقد أساء إليّ ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ ﴾ [الحجر : ٦٩] أي ولا تذلوني بإذلال ضيفي من الخزي وهو الهوان.
وبالياء فيهما بعقوب ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَـالَمِينَ ﴾ [الحجر : ٧٠] عن أن نجير منهم أحداً أو تدفع عنهم فإنهم كانوا يتعرضون لكل أحد وكان عليه السلام يقوم بالنهي عن المنكر والحجز بينهم وبين المتعرض له فأوعدوه وقالوا ﴿ لَـاـاِن لَّمْ تَنتَهِ يَـالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ أو عن ضيافة الغرباء ﴿ قَالَ هؤلاء بَنَاتِى ﴾ [الحجر : ٧١] فانكحوهن وكان نكاح المؤمنات من الكفار جائزاً ولا تتعرضوا لهم ﴿ إِن كُنتُمْ فَـاعِلِينَ ﴾ [يوسف : ١٠] إن كنتم تريدون قضاء الشهوة فيما أحل الله دون ما حرم فقالت الملائكة للوط عليه السلام ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ ﴾ [الحجر : ٧٢] أي في غوايتهم التي أذهبت عقولهم وتمييزهم بين الخطإ الذي هم عليه وبين الصواب الذي تشير به عليهم من ترك البنين إلى البنات ﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ يتحيرون فيكيف يقبلون قولك ويصغون إلى نصيحتك أو الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو قسم بحياته وما أقسم بحياة أحد قط تعظيماً له والعُمر والعَمر واحد وهو البقاء إلا أنهم خصوا القسم بالمفتوح إيثاراً للأخف لكثرة دور الحلف على
٣٩٧
ألسنتهم ولذا حذفوا الخبر وتقديره لعمرك قسمي
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٩٧


الصفحة التالية
Icon