﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَـاهُمَا ﴾ [الإسراء : ٥] أي وعد الله عقاب أولاهما ﴿ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ ﴾ [الإسراء : ٥] سلطنا عليكم ﴿ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾ [الإسراء : ٥] أشداء في القتال يعني سنجاريب وجنوده أو بختنصر أو جالوت قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة وخربوا المسجد وسبوا منهم سبعين ألفاً ﴿ فَجَاسُوا خِلَـالَ الدِّيَارِ ﴾ [الإسراء : ٥] ترددوا للغارة فيها قال الزجاج : الجوس طلب الشيء بالاستقصاء ﴿ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولا ﴾ [الإسراء : ٥] وكان وعد العقاب وعداً لا بد أن يفعل ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ ﴾ [الإسراء : ٦] أي الدولة والغلبة ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾ على الذين بعثوا عليكم حين تبتم ورجعتم عن الفساد والعلو قيل هي قتل بختنصَّر واستنقاذ بني إسرائيل أسراهم وأموالهم ورجوع الملك إليهم وقيل أعدنا لكم الدولة بملك طالوت وقتل داود جالوت ﴿ وَأَمْدَدْنَـاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَـاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴾ [الإسراء : ٦] مما كنتم وهو تمييز جمع نفر وهو من ينفر مع الرجل من قومه ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لانفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء : ٧] قيل اللام بمعنى على كقوله :﴿ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة : ٢٨٦] والصحيح أنها على بابها لأن اللام للاختصاص والعامل مختص بجزاء عمله، حسنة كانت أو سيئة يعني أن الإحسان والإساءة كلاهما
٤٤٤
مختص بأنفسكم لا يتعدى النفع والضرر إلى غيركم وعن علي رضي الله عنه ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه وتلاها ﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاخِرَةِ ﴾ [الإسراء : ١٠٤] وعد المرة الآخرة بعثناهم أي هؤلاء ﴿ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ﴾ [البقرة : ١٥٠] وحذف لدلالة ذكره أولاً عليه أي ليجعلوها بادية آثار المساءة والكآبة فيها كقوله ﴿ سِيائَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الملك : ٢٧].
ليسوء شامي وحمزة وأبو بكر والضمير لله عز وجل أو للوعد أو للبعث.
لنسوء علي ﴿ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ ﴾ [الإسراء : ٧] بيت المقدس ﴿ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ [الإسراء : ٧] ما علوا مفعول ليتبروا أي ليهلكوا كل شيء غلبوه واستولوا عليه أو بمعنى مدة علوهم
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤٤
﴿ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ﴾ [الإسراء : ٨] بعد المرة الثانية إن تبتم توبة أخرى وانزجرتم عن المعاصي ﴿ وَإِنْ عُدتُّمْ ﴾ [الإسراء : ٨] مرة ثالثة ﴿ عُدْنَا ﴾ إلى عقوبتكم وقد عادوا فأعاد الله عليهم النقمة بتسليط الأكاسرة وضرب الإتاوة عليهم وعن ابن عباس رضي الله عنهما سلط عليهم المؤمنون إلى يوم القيامة ﴿ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَـافِرِينَ حَصِيرًا ﴾ [الإسراء : ٨] محبساً يقال للسجن محصر وحصير ﴿ إِنَّ هَـاذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء : ٩] للحالة التي هي أقوم الحالات وأسدها وهي توحيد الله والإيمان برسله والعمل بطاعته أو للملة أو للطريقة ﴿ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّـالِحَـاتِ ﴾ [الإسراء : ٩] ويَبْشر حمزة وعلى ﴿ أَنَّ لَهُمْ ﴾ [الكهف : ٢] بأن لهم ﴿ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء : ٩] أي الجنة ﴿ وَأَنَّ الَّذِينَ ﴾ [محمد : ٣] وبأن الذين ﴿ لا يُؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ أَعْتَدْنَا ﴾ [الإسراء : ١٠] أي أعددنا قلبت تاء ﴿ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤٥
النساء : ١٨] يعني النار والآية ترد القول بالمنزلة بين المنزلتين حيث ذكر المؤمنين وجزاءهم والكافرين وجزاءهم ولم يذكر الفسقة ﴿ وَيَدْعُ الانسَـانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ ﴾ [الإسراء : ١١] أي ويدعو الله عند غضبه بالشر على
٤٤٥