هنا وعرفه في قوله : ولقد كتبنا في الزبور لأنه كالعباس وعباس والفضل وفضل
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٥٨
﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم ﴾ [الإسراء : ٥٦] أنها آلهتكم ﴿ مِن دُونِهِ ﴾ [يس : ٢٣] من دون الله وهم الملائكة أو عيسى وعزير أو نفر من الجن عبدهم ناس من العرب ثم أسلم الجن ولم يشعروا ﴿ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلا ﴾ [الإسراء : ٥٦] أي ادعوهم فهم لا يستطيعون أن يكشفوا عنكم الضر من مرض أو فقر أو عذاب ولا أن يحولوه من واحد إلى آخر ﴿ أؤلئك ﴾ مبتدأ ﴿ الَّذِينَ يَدْعُونَ ﴾ [الأنعام : ٥٢] صفة أي يدعونهم آلهة أو يعبدونهم والخبر ﴿ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ﴾ [الإسراء : ٥٧] يعني أن آلهتهم أولئك يبتغون الوسيلة وهي القربة إلى الله عز وجل ﴿ أَيُّهُمْ ﴾ بدل من واو يبتغون وأي موصولة أي يبتغي من هو ﴿ أَقْرَبُ ﴾ منهم الوسيلة إلى الله فكيف بغير الأقرب أو ضمن يبتغون الوسيلة معنى يحرصون فكأنه قيل يحرصون أيهم يكون أقرب إِلى الله وذلك بالطاعة وازدياد الخير ﴿ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُا ﴾ [الإسراء : ٥٧] كغيرهم من عباد الله فكيف يزعمون أنهم آلهة ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء : ٥٧] حقيقاً بأن يحذره كل أحد من ملك مقرب ونبي مرسل فضلا عن غيرهم ﴿ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَـامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ [الإسراء : ٥٨] قبل الهلاك للصالحة والعذاب للطالحة ﴿ كَانَ ذَالِكَ فِى الْكِتَـابِ ﴾ [الإسراء : ٥٨] في اللوح المحفوظ
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٥٩
﴿ مَسْطُورًا ﴾ مكتوباً وعن مقاتل وجدت في كتب الضحاك في تفسيرها : أما مكة فيخربها
٤٥٩
الحبشة وتهلك المدينة بالجوع والبصرة بالغرق والكوفة بالترك والجبال بالصواعق والرواجف أما خراسان فعذابها ضروب وأما بلخ فتصيبهم هدَّة فيهلك أهلها وأما بدخشان فيخربها أقوام وأما ترمذ فأهلها يموتون بالطاعون وأما صغانيان إلى واشجرد فيقتلون بقتل ذريع وأما سرمقند فيغلب عليها بنو قنطوراء فيقتلون أهلها قتلاً ذريعاً وكذا فرغانة والشاش وأسبيجاب وخوارزم وأما
٤٦٠
بخارى فهي أرض الجبابرة فيموتون قحطاً وجوعاً وأما مرو فيغلب عليها الرمل ويهلك بها العلماء والعباد وأما هراة فيمطرون بالحيات فتأكلهم أكلاً وأما نيسابور فيصيب أهلها رعد وبرق وظلمة فيهلك أكثرهم وأما الري فيغلب عليها الطبرية والديلم فيقتلونهم وأما أرمينية وأذربيجان فيهلكها سنابك الخيول والجيوش والصواعق والرواجف وأما همذان فالديلم يدلخها ويخربها وأما حلوان فتمر بها ريح ساكنة وهم نيام فيصبح أهلها قردة وخنازير ثم يخرج رجل من جهينة فيدخل مصر فويل لأهلها ولأهل دمشق وويل لأهل إفريقية
٤٦١
وويل لأهل الرملة ولا يدخل بيت المقدس وأما سجستان فيصيبهم ريح عاصف أياماً ثم هدة تأتيهم ويموت فيها العلماء وأما كرمان وأصبهان وفارس فيأتيهم عدو وصاحوا صيحة تنخلع القلوب وتموت الأبدان
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٥٩
﴿ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِالايَـاتِ إِلا أَن كَذَّبَ بِهَا الاوَّلُونَ ﴾ [الإسراء : ٥٩] استعير المنع لترك إرسال الآيات وأن الأولى مع صلتها في موضع النصب لأنها مفعول ثان لمنعنا وأن الثانية مع صلتها في موضع الرفع لأنها فاعل منعنا والتقدير وما منعنا إرسال الآيات إلا تكذيب الأولين والمراد الآيات التي اقترحتها قريش من قلب الصفا ذهباً ومن إحياء الموتى وغير ذلك وسنة الله في الأمم أن من اقترح منهم آية فأجيب إليها ثم لم يؤمن أن يعاجل بعذاب الاستئصال والمعنى وما منعنا عن إرسال ما يقترحونه من الآيات إلا أن كذب بها الذين هم أمثالهم من المطبوع على قلوبهم كعاد وثمود وأنها لو أرسلت لكذبوا بها تكذيب أولئك وعذبوا العذاب المستأصل وقد حكمنا أن نؤخر أمر من بعثت إليهم إلى يوم القيامة ثم ذكر من تلك الآيات التي اقترحها الأولون ثم كذبوا بها لما أرسلت فأهلكوا واحدة وهي ناقة صالح عليه السلام لأن آثار هلاكهم قريبة من حدودهم ببصرها صادرهم وواردهم فقال :
٤٦٢