﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـائِكَةِ اسْجُدُوا لادَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَـافِرِينَ ﴾ [البقرة : ٣٤] هو تمييز أو حال من الموصول والعامل فيه أأسجد على أأسجد له وهو طين أي أصله طين ﴿ قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَـاذَا الَّذِى ﴾ [الإسراء : ٦٢] الكاف لا موضع لها لأنها ذكرت للخطاب تأكيداً هذا مفعول به والمعنى أخبرني عن هذا الذي ﴿ كَرَّمْتَ عَلَىَّ ﴾ [الإسراء : ٦٢] أي فضلته، لم كرمته علي وأنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فحذف ذلك اختصاراً لدلالة ما تقدم عليه ثم ابتدأ فقال :﴿ لَـاـاِنْ أَخَّرْتَنِ ﴾ [الإسراء : ٦٢] وبلا ياء كوفي وشامي واللام موطئة للقسم المحذوف ﴿ إِلَى يَوْمِ الْقِيَـامَةِ لاحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ﴾ [الإسراء : ٦٢] لأستأصلنهم بإغوائهم ﴿ إِلا قَلِيلا ﴾ [النساء : ٤٦] وهم المخلصون قيل من كل ألف واحد وإنما علم الملعون ذلك بالإعلام أو لأنه رأى أنه خلق شهواني
٤٦٤
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٦٤
﴿ قَالَ اذْهَبْ ﴾ [الإسراء : ٦٣] ليس من الذهاب الذي هو ضد المجيء وإنما معناه امض لشأنك الذي اخترته خذلاناً وتخلية ثم عقبه بذكر ما جره سوء اختياره فقال :﴿ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ ﴾ [الإسراء : ٦٣] والتقدير فإن جهنم جزاؤهم وجزاؤك ثم غلب المخاطب على الغائب فقيل جزاؤكم وانتصب ﴿ جَزَآءً مَّوْفُورًا ﴾ [الإسراء : ٦٣] أي موفراً بإضمار تجازون ﴿ وَاسْتَفْزِزْ ﴾ استزل أو استخف استفزه أي استخفه والفز الخفيف ﴿ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ ﴾ [الإسراء : ٦٤] بالوسوسة أو بالغناء أو بالمزمار ﴿ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم ﴾ [الإسراء : ٦٤] اجمع وصح بهم من الجلبة وهو الصياح ﴿ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ﴾ [الإسراء : ٦٤] بكل راكب وماش من أهل العيث فالخيل الخيالة والرجل اسم جمع للراجل ونظيره الركب والصحب ورجلك حفص على أن فعلا بمعنى فاعل كتعب وتاعب ومعناه وجمعك الرِجل وهذا لأن أقصى ما يستطاع في طلب الأمور الخيل والرجل وقيل يجوز أن يكون لإبليس خيل ورجال ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِى الامْوَالِ وَالاوْلَـادِ ﴾ [الإسراء : ٦٤] قال الزجاج : كل معصية في مال وولد فإبليس شريكهم فيها كالربا والمكاسب المحرمة والبحيرة والسائبة والإنفاق في الفسوق والإسراف ومنع الزكاة والتوصل إلى الأولاد بالسبب الحرام والتسمية بعبد العزى وعبد شمس ﴿ وَعَدَّهُمْ ﴾ المواعيد الكاذبة من شفاعة الآلهة والكرامة على الله بالأنساب الشريفة وإيثار العاجل على الآجل ونحو ذلك ﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَـانُ إِلا غُرُورًا ﴾ [النساء : ١٢٠] هو تزيين الخطأ بما يوهم أنه صواب ﴿ إِنَّ عِبَادِى ﴾ [الحجر : ٤٢] الصالحين ﴿ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـانٌ ﴾ [الحجر : ٤٢] يد بتبديل الإيمان ولكن بتسويل العصيان ﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا ﴾ [الإسراء : ٦٥] لهم يتوكلون به في الاستعاذة منك أو حافظاً لهم عنك والكل أمر تهديد فيعاقب به أو إهانة أي لا يخل ذلك بملكي ﴿ رَّبُّكُمُ الَّذِى يُزْجِى ﴾ [الإسراء : ٦٦] يجري ويسير
٤٦٥
﴿ لَكُمُ الْفُلْكَ فِى الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ﴾ [الإسراء : ٦٦] يعني الربح في التجارة ﴿ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [الإسراء : ٦٦]
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٦٥
﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِى الْبَحْرِ ﴾ [الإسراء : ٦٧] أي خوف الغرق ﴿ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء : ٦٧] ذهب عن أوهامكم كل من تدعونه في حوادثكم إلا إياه وحده فإنكم لا تذكرون سواه أو ضل من تدعون من الآلهة عن إغاثتكم