﴿ وَإِذَا جَآءَتْهُمْ ﴾ [الأنعام : ١٢٤] أي الأكابر ﴿ ءَايَةً ﴾ معجزة أو آية من القرآن بالإيمان ﴿ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَآ أُوتِىَ رُسُلُ اللَّهِ ﴾ أي نعطي من الآيات مثل ما أعطى الأنبياء فأعلم الله تعالى أنه أعلم بمن يصلح للنبوة فقال تعالى ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ مكي وحفص : غيرهما ﴿ السَّاحِرُ حَيْثُ ﴾ [طه : ٦٩] مفعول به والعامل محذوف والتقدير يعلم موضع رسالته.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤
﴿ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ﴾ [الأنعام : ١٢٤] من أكابرها ﴿ صَغَارٌ ﴾ ذل وهو إن ﴿ عِندَ اللَّهِ ﴾ [الحجرات : ١٣] في القيامة ﴿ وَعَذَابٌ شَدِيدُ ﴾ [الأنعام : ١٢٤] في الدارين من القتل والأسر وعذاب النار ﴿ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾ [الأنعام : ١٢٤] في الدنيا ﴿ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاسْلَـامِ ﴾ [الأنعام : ١٢٥] يوسعه وينور قلبه.
قال عليه السلام " إذا دخل النور في القلب انشرح وانفتح " قيل وما علامة ذلك قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت ﴿ وَمَن يُرِدِ ﴾ [المائدة : ٤١] أي الله ﴿ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا ﴾ [الأنعام : ١٢٥] ﴿ ضَيِّقًا ﴾ مكي ﴿ حَرَجًا ﴾ ﴿ حَرَجًا ﴾ صفة لـ ﴿ ضَيِّقًا ﴾ مدني وأبو بكر بالغافي الضيق ﴿ حَرَجًا ﴾ غيرهما وصفاً بالمصدر ﴿ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ ﴾ [الأنعام : ١٢٥] كأنه كلف أن يصعد إلى السماء إذا دعي إلى الإسلام من ضيق صدره عنه إذا ضاقت عليه الأرض، فطلب مصعداً في السماء أو كعازب الرأي طائر القلب في الهواء ﴿ يَصْعَدُ ﴾ مكي أبو بكر وأصله يتصاعد الباقون ﴿ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ ﴾ [الأنعام : ١٢٥] وأصله يتصعد ﴿ كَذَالِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ ﴾ [الأنعام : ١٢٥] العذاب في الآخرة واللعنة في الدنيا ﴿ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : ١٢٥] والآية حجة لنا على المعتزلة في إرادة المعاصي
٤٨
﴿ وَهَـاذَا صِرَاطُ رَبِّكَ ﴾ [الأنعام : ١٢٦] أي طريقه الذي اقتضته الحكمة وسنته في شرح صدر من أراد هدايته وجعله ضيقاً لمن أراد ضلاله ﴿ مُّسْتَقِيمًا ﴾ عادلاً مطرداً وهو حال مؤكدة ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الايَـاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام : ١٢٦] يتعظون.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤
﴿ لَهُمْ ﴾ أي لقوم يذكرون ﴿ دَارُ السَّلَـامِ ﴾ [الأنعام : ١٢٧] دار الله يعني الجنة أضافها إلى نفسه تعظيماً لها، أو دار السلامة من كل آفة وكدر، أو السلام التحية سميت دار السلام لقوله :﴿ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَـامٌ ﴾ [إبراهيم : ٢٣] (يونس : ٠١).
﴿ إِلا قِيلا سَلَـامًا سَلَـامًا ﴾ [الواقعة : ٢٦] (الواقعة : ٦٢) ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ [فاطر : ٣٩] في ضمانة ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُم ﴾ [الأنعام : ١٢٧] محبهم أو ناصرهم على أعدائهم ﴿ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام : ١٠٨] بأعمالهم أو متوليهم بجزاء ما كانوا يعملون أو هو ولينا في الدنيا بتوفيق الأعمال وفي العقبى بتحقيق الآمال.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٩


الصفحة التالية
Icon