الأعراف : ٣٧] ملك الموت وأعوانه.
و " حتى " غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم له وهي " حتى " التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام هنا الجملة الشرطية وهي ﴿ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا ﴾ [الأعراف : ٣٧] ﴿ يَتَوَفَّوْنَهُمْ ﴾ يقبضون أرواحهم وهو حال من الرسل أي متوفيهم و " ما " في ﴿ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ ﴾ [الأعراف : ٣٧] في خط المصحف موصولة بـ ﴿ أَيْنَ ﴾ وحقها أن تكتب مفصولة لأنها موصولة، والمعنى أين الآلهة الذين تعبدون ﴿ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [يس : ٧٤] ليذبوا عنكم ﴿ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا ﴾ [غافر : ٧٤] غابوا عنا فلا نراهم ﴿ وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَـافِرِينَ ﴾ [الأنعام : ١٣٠] اعترفوا بكفرهم بلفظ الشهادة التي هي لتحقيق الخبر.
﴿ قَالَ ادْخُلُوا ﴾ [الأعراف : ٣٨] أي يقول الله تعالى يوم القيامة لهؤلاء الكفار : ادخلوا ﴿ فِى أُمَمٍ ﴾ [الأعراف : ٣٨] في موضع الحال أي كائنين في جملة أمم مصاحبين لهم ﴿ قَدْ خَلَتْ ﴾ [غافر : ٨٥] مضت ﴿ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالانسِ ﴾ [الأعراف : ٣٨] من كفار الجن والإنس ﴿ فِى النَّارِ ﴾ [ص : ٦١] متعلق بـ ﴿ أَدْخِلُوا ﴾ ﴿ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ ﴾ [الأعراف : ٣٨] النار ﴿ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ﴾ [الأعراف : ٣٨] شكلها في الدين أي التي ضلت بالاقتداء بها ﴿ حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا ﴾ [الأعراف : ٣٨] أصله تداركوا أي تلاحقوا واجتمعوا في النار، فأبدلت التاء دالاً وسكنت للإدغام ثم أدخلت همزة الوصل ﴿ جَمِيعًا ﴾ حال ﴿ قَالَتْ أُخْرَاهُمْ ﴾ [الأعراف : ٣٨] منزلة وهي الأتباع والسفلة ﴿ لاولَـاهُمْ ﴾ منزلة وهي القادة والرءوس.
ومعنى ﴿ لاولَـاهُمْ ﴾ لأجل أولاهم لأن خطابهم مع الله لا معهم ﴿ رَبَّنَآ ﴾ يا ربنا ﴿ هؤلاء أَضَلُّونَا فَـاَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا ﴾ [الأعراف : ٣٨] مضاعفاً ﴿ مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ ﴾ [الأعراف : ٣٨] للقادة بالغواية والإغواء وللأتباع بالكفر والاقتداء ﴿ وَلَـاكِن لا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف : ٣٨] ما لكل فريق منكم من العذاب.
﴿ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : ١٣] أبو بكر أي لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٧٦
﴿ وَقَالَتْ أُولَـاهُمْ لاخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ ﴾ [الأعراف : ٣٩] عطفوا هذا
٧٧
الكلام على قول الله تعالى للسفلة ﴿ لِكُلٍّ ضِعْفٌ ﴾ [الأعراف : ٣٨] أي فقد ثبت أن لا فضل لكم علينا وأنا متساوون في استحقاق الضعف ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف : ٣٩] بكسبكم وكفركم وهو من قول القادة للسفلة.
ولا وقف على ﴿ فَضَّلَ ﴾ أو من قول الله لهم جميعاً والوقف على ﴿ فَضَّلَ ﴾ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـاَايَـاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ ﴾ أي لا يؤذن لهم في صعود السماء ليدخلوا الجنة إذ هي في السماء، أو لا يصعد لهم عمل صالح ولا تنزل عليهم البركة، أو لا تصعد أرواحهم إذا ماتوا كما تصعد أرواح المؤمنين إلى السماء، وبالتاء مع التخفيف : أبو عمرو وبالياء معه : حمزة وعلي.
﴿ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ ﴾ [الأعراف : ٤٠] حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة أي لا يدخلون الجنة أبداً لأنه علقه بما لا يكون.
والخياط والمخيط ما يخاط به وهو الإبرة ﴿ وَكَذالِكَ ﴾ ومثل ذلك الجزاء الفظيع الذي وصفنا ﴿ نَجْزِى الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف : ٤٠] أي الكافرين بدلالة التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها ﴿ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ ﴾ [الأعراف : ٤١] فراش ﴿ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ [الأعراف : ٤١] أغطية جمع غاشية ﴿ وَكَذَالِكَ نَجْزِى الظَّـالِمِينَ ﴾ [الأعراف : ٤١] أنفسهم بالكفر.
﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـالِحَـاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَآ ﴾ [الأعراف : ٤٢] طاقتها والتكليف إلزام ما فيه كلفة أي مشقة ﴿ أؤلئك ﴾ مبتدأ والخبر ﴿ أَصْحَـابَ الْجَنَّةِ ﴾ [القلم : ١٧] والجملة خبر ﴿ الَّذِينَ ﴾، و ﴿ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾ [الأنعام : ١٥٢] اعتراض بين المبتدأ والخبر
٧٨
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٧٦


الصفحة التالية
Icon