والسنة من الأسماء الغالبة كالدابة والنجم ﴿ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ ﴾ [الأعراف : ١٣٠] قيل : السنون لأهل البوادي ونقص الثمرات للأمصار ﴿ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف : ٢٦] ليتعظوا فينتبهوا على أن ذلك لإصرارهم على الكفر، ولأن الناس في حال الشدة أضرع حدوداً وأرق أفئدة.
وقيل : عاش فرعون أربعمائة سنة لم ير مكروهاً في ثلثمائة وعشرين سنة، ولو أصابه في تلك المدة وجع أو جوع أو حمى لما ادعى الربوبية
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٤
﴿ فَإِذَا جَآءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ ﴾ [الأعراف : ١٣١] الصحة والخصب ﴿ قَالُوا لَنَا هَـاذِهِ ﴾ [الأعراف : ١٣١] أي هذه التي نستحقها ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةُ ﴾ [الروم : ٣٦] جدب ومرض ﴿ يَطَّيَّرُوا ﴾ أصله " يّتطيروا " فأدغمت التاء في الطاء لأنها من طرف اللسان وأصول الثنايا ﴿ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُا ﴾ [الأعراف : ١٣١] تشاءموا بهم وقالوا هذه بشؤمهم ولولا مكانهم لما أصابتنا.
وإنما دخل " إذا " في الحسنة وعرفت الحسنة و " إن " في السيئة ونكرت السيئة، لأن جنس الحسنة وقوعه كالكائن لكثرته، وأما السيئة فلا تقع إلا في الندرة ولا يقع إلا شيء منها ﴿ أَلا إِنَّمَا طَـائرُهُمْ ﴾ [الأعراف : ١٣١] سبب خيرهم وشرهم ﴿ عِندَ اللَّهِ ﴾ [الحجرات : ١٣] في حكمه ومشيئته والله هو الذي قدر ما يصيبهم من الحسنة والسيئة ﴿ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ﴾ [النساء : ٧٨] (النساء : ٨٧) ﴿ وَلَـاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام : ٣٧] ذلك ﴿ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ ءَايَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف : ١٣٢] أصل " مهما " ما ما، فما الأولى للجزاء ضمت إليها " ما " المزيدة المؤكدة للجزاء في قوك " متى " ما تخرج أخرج ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا ﴾ [النساء : ٧٨] (النساء : ٨٧) ﴿ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ ﴾ [الزخرف : ٤١] (الزخرف : ١٤) إلا أن الألف قلبت هاء استثقالاً لتكرير المتجانسين وهو المذهب السديد البصري، وهو في موضع النصب بـ ﴿ تَأْتِنَا ﴾ أي أيما شيء تحضرنا تأتنا به، و ﴿ مِّنْ ءَايَةٍ ﴾ [الزخرف : ٤٨] تبيين لـ ﴿ مَهْمَا ﴾ والضمير في ﴿ بِهِ ﴾ و ﴿ بِهَآ ﴾ راجع إلى ﴿ مَهْمَا ﴾ إلا أن الأول ذكر على اللفظ والثاني أنث على المعنى لأنها في معنى الآية، وإنما سموها آية اعتباراً لتسمية موسى أو قصدوا بذلك الاستهزاء ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ ﴾ [الأعراف : ١٣٣] ما طاف بهم وغلبهم من مطر أو سيل.
قيل : طفا
١٠٥
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٤


الصفحة التالية
Icon